عن مؤتمر الرياض


"ما يشاهد داخل الإطار لا تحده الصورة المرئية، إنما هو إشارة إلى شيء آخر يمتد خارج الإطار إلى اللانهائية، إشارة إلى الحياة"
- أندريه تاركوفسكي، النحت في الزمن

أعادت المملكة في عام 2018 افتتاح دور العرض السينمائية العامة، لتحدث بذلك تحولاً جذرياً في تجربة المشاهدة السينمائية. وفي ذات السياق، تلفت انتباهنا أيضًا الأنماط والأشكال الأخرى التي تظهر من خلالها الصور متحركة: من خلال اللوحات الإعلانية ونوافذ التصفح، شاشات أجهزة الهواتف المحمولة وأجهزة الواقع الافتراضي. تفاجئنا الأفلام بما لم نتخيله من قبل، كما أنها تشكل تجربتنا مع هذا العالم وتأطره وتشير لآفاق من الاحتمالات اللانهائية والتطلعات دون أي مقابل.

حتى ونحن نحتفي ونستمتع بهذه الأنماط الجديدة للمشاهدة، فإن هذه التغييرات تدعونا إلى التفكير بشكل ناقد في محورية هذه الصور المتحركة في حياتنا اليومية والتأمل في الكيفية التي يتم فيها استهلاك السينما وتلقيها من قبل المشاهد، وكيف تتيح لنا التفكير بأنفسنا وبالآخرين من منظور جديد.

للإجابة عن ذلك يحسن بنا توجيه الانتباه بعيدا عن الصورة ذاتها والتأمل في الأطر التي تشكلها. فالإطار يشكّل ويقيد ويحدِّد ما نرى وكيف نراه، وصنّاع الأفلام يختارون تلك الكوادر عمدًا لتوجيه انتباه المشاهدين وتشكيل تجربتهم. فالإطار في السينما يعمل على إيجاد التوازن البصري ونقل المعنى: فأحيانا نرى مساحة شاسعة - فنشعر بالانبساط - وأحيانا يحدنا الإطار فنشعر بالانقباض. بيد أن الإطار ليس مجرد حدود مادية بل هو أيضًا بناء مفاهيمي يستدعي التفسير ويستحث النظر في ما يكمن وراء الكادر. ما الذي لا يُقصد لنا رؤيته؟ ولماذا؟ هل التأمل فيما هو خارج حدود الإطار يجعلنا أكثر قرباً من "الواقع" أم يدفعه بعيدًا؟ هل أفق الاحتمالات اللامتناهية تقع داخل ما يتم تصويره داخل الإطار أم خارجه؟

انضموا إلينا في مؤتمر النقد السينمائي تحت عنوان «ما وراء الإطار»؛ والذي نركز فيه على الدور الحيوي الذي يؤديه النقد السينمائي في بيئات الوسائط الإعلامية التي تزداد تعقيداً كل يوم. النقد هو في حد ذاته إطار يسلط الضوء على التعاطي النقدي متضمنًا فهمًا واعترافًا بتحول البنى السينمائية وأدوارها في عالم متغير.


ملخص البرنامج 2023



الصـــــــــــور

...

الفيديوهات

سجل الآن

شركاؤنا