نقد وتأريخ الشعر
كان اصطدام شعر أبي تمام بـالمعيارية التي هيمنت على فكر النقاد والبلاغيين العرب اصطدامًا عنيفًا ومباشرًا. فإذا كان الوضوح والإلف وقرب المأخذ وسهولة التناول من أهم مقومات جودة الشعر لديهم، فإن شعر أبي تمام اتّسم بـ الغموض والغرابة والبُعد، مع الخروج عن المألوف والعادة. ومن هنا برزت الحاجة الملحّة إلى إعادة النظر في الانتقادات التي وجهها النقاد والبلاغيون إلى شعر أبي تمام، والتي اعتبروها سقطات وهفوات في شعره. تهدف الدراسة إلى إعادة تأصيل لغة أبي تمام الشعرية، والكشف عن أبعاد الرؤية الفنية التي تنبض بها أبياته، حيث تتحرك هذه الرؤية في الشكل والمضمون لتُخرج الشعر من الإلف والمعتاد إلى ما هو مبتكر ومبدع، مما يجعل من غموض شعره عنصرًا جماليًا يُثري التجربة الشعرية بدلاً من أن يكون نقطة ضعف.