نقد وتأريخ الشعر
منذ القدم، حار الناس في مصدر الشعر، وكان مصدر حيرتهم ما ادّعاه الشعراء من مبالغات في وصف حالتهم النفسية، وما يمرون به من معاناة، وما يعتريهم من حالات الاستتار الذهني، والغيبوبة، والجذب العاطفي نتيجة عوامل صوّروها على أنها خارج الذات. وقد أحاط الشعراء أنفسهم بهالة من الدعاية التي ضلّلت بعض الجماهير، عندما أوهموهم بوجود قوى خارجية تتدخل لمساعدتهم عند ممارستهم تجاربهم الشعرية. ويقوم الباحث في هذه الدراسة بتتبّع تطور مفهوم الملكة الشعرية لدى الشعراء، بدءًا من المرحلة الأولية عند القدماء، ثم رصد تطور هذا المفهوم عبر مختلف العصور، مع التركيز على كيفية تغيّر التصورات حول مصدر الإلهام الشعري وتأثيره على العملية الإبداعية.