نقد وتأريخ الشعر
أثار كتاب "المتنبي" للكاتب محمود محمد شاكر ضجة كبيرة بمنهجه المبتكر وأسلوبه الجديد في البحث، حيث يُعدّ علامة فارقة في الدرس الأدبي، نقلته من الثرثرة المسترخية إلى البحث الجاد. تناول الكاتب في كتابه العديد من القضايا التي لم يتطرّق إليها أحد قبله، واستنتجها من خلال تذوّقه لشعر المتنبي. ومن أبرز ما طرحه قوله بعلوية المتنبي، وأنه ليس ابن أحد السقائين بالكوفة كما شاع، بل كان علويًا نشأ في الكوفة، وتعلم مع أبناء الأشراف في مكاتب العلم. كما ذهب إلى أن المتنبي كان يحب خولة، أخت سيف الدولة الحمداني، واستشهد على ذلك بشعر المتنبي نفسه. وقد استُقبل الكتاب بترحاب شديد، وكتب عنه الرافعي مقالة رائعة أثنى فيها على الكتاب وعلى مؤلفه، مشيدًا بمنهجه النقدي الفريد الذي أضاف الكثير إلى الدراسات الأدبية والنقدية.