نقد وتأريخ الشعر
يوضّح الكاتب هنا أن القصة بشكلها الحالي تُعدّ فنًّا جديدًا على الأدب العربي، ويعتقد أن العرب في العصور القديمة لم يكونوا بحاجة إلى القصة أو المسرح، حيث كانوا بعيدين كل البعد عن منابت هذين الفنين. وعلى الرغم من أن الرحلات التجارية قامت بدور كبير في تناقل الحضارات والثقافات، فإن الكاتب يرى أن التجار العرب لم يكونوا مهتمين بمجال القصة أو المسرح، حيث كان الشعر يغنيهم عن الفنون الأدبية الأخرى بشكل كامل. وفي هذا السياق، يقول الكاتب في أحد مواضيع الكتاب: "لما كنتُ أرجو ألا تتَّسِم هذه الدراسة بسِمةٍ منهجية، فإننا سنختار من الشعراء من نشاء، دون أن نتقيّد بعصر معيّن، وإنما نمدّ أيدينا إلى المكتبة، ونختار من شعرائها من يطيب لنا أن نختاره، ونُقلّب أعيننا بين قصائده، لنرى أثر القصة في شعره. فاعتقادي أن ما كانت ترويه هذه القصائد، وما كانت تتناقله ألسنة العرب، جعلهم في غنى عن إنشاء القصة وروايتها.