الموشحات والأزجال الأندلسية وأثرها في شعر التروبادور

تتناول هذه الدراسة مراحل تأثير حضارة بلاد الأندلس في الأدب والفلسفة والعلوم في أوروبا، وعلى وجه الخصوص في محيط بلاد الأندلس حاليًا: إسبانيا، والبرتغال، وجبل طارق. ومن أبرز تلك التأثيرات ما كان في مجال الأدب، حيث ما زالت الغنائيات الإسبانية الحديثة تستقي أوزانها وألحانها من معين الموشحات الأندلسية القديمة. يقوم هذا البحث على دراسة الموشحات والأزجال الأندلسية باعتبارهما من الفنون التي استحدثها الأندلسيون رغبةً في التجديد وملاءمة حياتهم الاجتماعية في ذلك العهد. وتُعدّ هذه الفنون من أروع ما خلّفه شعراء الأندلس من تراث أدبي، وقد تميّز بها أهل المغرب عن أهل المشرق. كانت هذه الألوان الشعرية التي استحدثها الأندلسيون وليدةً طبيعية للظروف الاجتماعية والثقافية التي شهدتها الأندلس، مما جعلها تعبّر عن روح العصر وتُسهم في تشكيل هوية أدبية فريدة امتد تأثيرها إلى أوروبا عبر العصور.