نقد وتأريخ الشعر
يُعدّ الكتاب أحد أهم الأعمال الرائدة في نقد الشعر العربي الحديث، حيث تناول فيه الكاتب ميلاد الحركة الجديدة في الشعر المعاصر، وشارك في المعارك التي نشبت بين أنصار القديم وأنصار الجديد، منحازًا إلى القيمة الجمالية الحية وارتباطها بالحياة والإنسان. وعلى الرغم من أن المؤلف يُعدّ أحد مؤسسي "الحداثة" في النقد العربي الجديد، إلا أن هذا التأسيس لم يكن نقلًا أو تقليدًا لتطبيقاتها، بل كان — وما يزال — حوارًا خلاقًا بين مكونات النص وعناصر التراث الإنساني. وقد اعتمد الناقد الكبير على التحليل والمقارنة لاستكشاف خصوصية الشعر العربي وتطوره وتفاعله مع مقومات الشعر الإنساني في العالم. تناولت الدراسة، التي أصبحت مرجعًا أساسيًا للباحثين، أعمال أبرز الشعراء من مختلف الاتجاهات، بدءًا من عبد الرحمن الشرقاوي، وصلاح عبد الصبور، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة، إلى أحمد عبد المعطي حجازي، وأدونيس، وخليل حاوي، وتوفيق صايغ، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودي، وسيد حجاب، مرورًا بمحمد عفيفي مطر، ويوسف الخال، وجبرا إبراهيم جبرا، وغيرهم من أصحاب العلامات البارزة في الشعر العربي الحديث.