نقد وتأريخ الشعر
يحاول المؤلف مدّ الجسور بين التراث العربي والنظريات الغربية الحديثة، ساعيًا إلى الجمع بين أكثر من منهج نقدي، في إطار ما أسماه "القراءة المتعددة". ويعني ذلك أنه لم يقتصر على المنهج السيميائي وحده، بل يسعى إلى المزاوجة بين الشعرية والسيميائية في تحليله، حيث يرتبط استخدام السيميائية في هذا السياق بوجود عناصر سردية داخل النص الشعري. ومن أبرز آليات المنهج السيميائي التي يعتمد عليها المؤلف "المربع السيميائي" الذي قدّمه غريماس. وتُطرح هنا بعض الأسئلة التي تفرض نفسها: هل التحليل السيميائي للشعر مرتهن بوجود عناصر سردية داخله؟ أم أن ذلك يُعدّ قصورًا في فهم السيميائية؟ وهل يمكن للسيمائية السردية أن تكون أداة فعّالة في تحليل الخطاب الشعري؟ تظل هذه التساؤلات مفتوحة للنقاش، مما يجعل الدراسة تسهم في توسيع أفق الحوار النقدي حول إمكانية استخدام المناهج السيميائية في تحليل الشعر، خاصة في النصوص التي لا تعتمد على السرد بشكل مباشر.