• نقد وتأريخ الشعر

    قصيدة البيت الواحد

    اسم المؤلف

    خليفة محمد التليسي

    يتناول الكاتب في هذا المرجع أهمية قصيدة البيت وتفوّقها على كل من بيت القصيدة، والقصيدة، والديوان. فقصيدة البيت هي التي تعبّر عن نفسية الشاعر وعن اللحظة الشعرية بتعبير عميق ومقتضب. نشأت الحاجة إلى هذا النوع من القصائد نتيجة الولع بالإيجاز، واعتماد العرب على الحفظ والرواية الشعرية في ظل انعدام التدوين، مما جعل الحاجة إلى بيت شعري واحد يختزل نفسية وشعور الشاعر أهم من الدخول في الخيالات والتصويرات المطوّلة. وفي هذا السياق، يتفوّق قصيد البيت على غيره من الأنواع الشعرية، إذ إن "كلما قلّت الأداة وزاد المحصول، ارتفعت طبقة الفن والأدب. وكلما زادت الأداة وقلّ المحصول، مال إلى النزول والإسفاف". وبالتالي، فإن تكثيف المعنى والشعور في بيت واحد يزيد من قيمته الأدبية. كلما توزّع المعنى على القصيدة أو امتدّ عبر أكثر من بيت، ضعف التأثير بشكل عام. ومن هنا جاء الاعتبار لقوة البيت الجاهلي الذي ينفرد بنفسه دون الحاجة إلى القصيدة الكاملة. ويخلص الكاتب إلى أن "من الأفضل للشاعر أن ينجح في تسجيل واقتناص استنارة واحدة حية في سطر أو سطرين، خير من كتابة ألف سطر"، حيث يبرز ذلك القدرة على تكثيف الفكرة الشعرية وإيصالها بأقل عدد ممكن من الكلمات، وهو ما يجعل قصيدة البيت نموذجًا للفن الشعري الراقي.