نقد وتأريخ الشعر
كلما اقترب الشاعر من أسرار القصيدة، كان أقل انصياعًا لعاداته الشعرية، وأكثر ابتعادًا عن عادات المحيط الشعري في الماضي والحاضر. ولا يعني ذلك افتراض العزلة عن المحيط، بل التحفّظ على ما اصطلح على تسميته بالتقليد؛ لأن تمثّل المحيط الشعري يجب أن يكون خبرة وثقافة، تُنتج نصًا إبداعيًا يمتلك خصوصيته الذاتية والزمنية. ليس هناك شعر حقيقي ينبع من الحالة الشعرية إذا كان خارج النص؛ فالنص الشعري الذي يكتبه الشاعر هو نتاج وعي بالواقع، ووريث لامتداداته التاريخية، وآفاقه في الحضارة الإنسانية. وهذا ما ركّز عليه الكاتب في هذا المرجع، حيث تناول كيفية تفاعل الشاعر مع واقعه وتراثه، وانعكاس ذلك في إنتاج نصوص تتسم بالأصالة والابتكار، بعيدًا عن التقليد والمحاكاة.