المسرح المستقل في الأرجنتين

كان هذا الكتاب من الإصدارات التي حاولت التعرف على إبداعات الخيال في الثقافة الإنسانية من خلال دراسة بنية الخيال في مسارها، والتي تعتبر مفتاحًا لكل دراسة لعلم الإنسان، ولكل العلوم الإنسانية بما فيها الفنون التي تجسد وتحمل بنية خيال مجتمعاتها. يتحدث هذا الكتاب عن محاولات تجديد المسرح القومي الخلاق أو المبدع في الأرجنتين، والتي بدأت منذ عام 1930، إذ كان الوقت مناسبًا لبلورة هذه المحاولات نتيجة للتدهور المالي آنذاك. على عكس الفترة من عام 1910 حتى عام 1930، التي تعد فترة ركود بالنسبة للإبداع المسرحي، على الرغم من الرخاء الذي نعمت به الأرجنتين في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. ولا ريب أن سنة 1930 تمثل أزمة حادة في الأرجنتين، لذا كان من المتوقع أن يسعى الفنانون والمثقفون إلى البحث عن أرضية مشتركة خلال تلك الفترة. إن هذه الدراسة لا تحاول أن تؤرخ للمسرح الأرجنتيني في الفترة من عام 1930 إلى عام 1955، بل تحلل عن كثب سيميولوجيا المسرح لبعض النصوص الرئيسية من تلك الفترة.