نقد وتأريخ الشعر
تناول المؤلف هنا الخطاب الأدبي عند المعري، إذ يعتبر نقاد الشعر القديم وكثير من مؤرخي الأدب العربي أن أبا العلاء المعري قد شارك مشاركة فعالة في تطوير فن الشعر، وقدم إسهامات نقدية ثرية وأفكارًا جديدة ساهمت في تغذية النقد الأدبي. كما أثرى اللغة العربية بأساليب وعطاءات إبداعية مستمدة من عبقريته وأصالته الفريدة. وإذا كان القدماء متفقين على أن النص الأدبي عند المعري يعد صورة أيقونية وجناسًا خفيًا يعكس معتقد صاحبه، فإنهم اختلفوا حول طبيعة هذا المعتقد الذي يشير إليه النص. وقد تحدثوا عن نوعين من النصوص الأدبية عند المعري، يعكسان مرحلتين مختلفتين من حياته: في الأولى تطغى معاني الشك والحيرة، بينما في الثانية تبرز عقيدة سليمة تتمثل في الدعوة إلى الحد من الشرور وتمجيد الله تعالى.