شاعرية أحلام اليقظة

يقدم لنا الشعراء صورًا قد لا نتمكن قط من تخيلها بأنفسنا، مما يطوف في النفس إحساسًا بالإعجاب. هذه سذاجة الإعجاب هي جد طبيعية. لكننا إذا عشنا هذا الإعجاب باستسلامية، تكون مشاركتنا في سيرورة التخيل الخلاق غير عميقة. في هذا الإطار، يطرح غاستون باشلار موضوعه "شاعرية أحلام اليقظة" على صفحات هذا الكتاب، وهو في فحواه يتناول موضوع التخيل الشاعري ويحاول إظهار أهمية المنهج الظاهراتي (الفينومينولوجيا)، الذي يجعل عملية الوعي حاضرة في دراسات من هذا النوع، وذلك تبعًا لقواعد علم الظاهراتية. وهذا المنهج يوضح سيرورة وعي الذات المعجبة بالصور الشاعرية، حيث تغدو الصورة الشاعرية صورة عادية ببساطة، أصلًا مطلقًا، أساسًا للوعي. وذلك على ضوء المنهج الظاهراتي الذي يفرض علينا عودة دائمة إلى ذاتنا وبذل جهد استيضاحي.