النظريات النقدية/اللسانيات
لا شك أن ميخائيل باختين هو واحد من أعظم المنظرين والمفكرين في عصرنا. فاسمه يتردد بصورة مستمرة في الدراسات التي تتناول النوع الروائي، أو اللسانيات، أو الطبيعة الحوارية للممارسات الإنسانية، أو التمييز بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، أو نظريات الأدب. يتحقق مبدأ الحوارية من خلال تحاور الأصوات داخل الرواية، والتي تكون الشخصيات ممثلة لها، فلا صوت للكاتب أو الراوي في نظرية باختين، والشخصية تؤدي دورها من خلال اسمها وملامحها وصفاتها ومظهرها وخطابه وكل ما قد يجعل منها موقفا أيديولوجيًا، حتى أن باختين أسهب كثيرًا في مسألة تعدد اللغات، فهي الركيزة الأساسية في تحقق الحوارية، فالشخصية تتحدث حسب انتمائها الاجتماعي ومستواها الثقافي، والراوي يتكلم بلغة مشتركة لدى الجميع حتى يكون محايدًا، كما أن الرواية قد تتخللها لغات أجناس أخرى كالشعر والمثل الشعبي، وغيرهما مما يكون موقفا أيديولوجيًا.