التاريخ الأدبي
يُعَدُّ موضوع هذا الكتاب جديدًا ومميزًا، إذ يتناول الحياة الفكرية والأدبية في مصر الإسلامية، وهو مجال لم يلقَ عناية كافية من قِبَل الكتّاب والمؤرخين المحدثين مقارنة بدراساتهم حول الحياة الفكرية والأدبية في أقاليم إسلامية أخرى. ومع ذلك، أظهر القدماء اهتمامًا خاصًا بمصر، حيث وضع الواقدي وأبو إسحاق الأموي كتبًا عن فتوحها، وزارها المسعودي وتحدث عنها في "مروج الذهب". هذا التفاوت في الاهتمام يدفع الكاتب إلى التساؤل عن سبب قلة الدراسات الحديثة التي تتناول مكانة مصر الفكرية والأدبية خلال الحقبة الإسلامية. يهدف هذا الكتاب إلى إعادة تسليط الضوء على مكانة مصر كواحد من أهم المراكز الثقافية الإسلامية بعد الفتح الإسلامي، وما شهدته من تحولات عقائدية وثقافية عميقة. فقد كان تحول غالبية المصريين من المسيحية إلى الإسلام، ومن اللغة القبطية إلى اللغة العربية، عملية معقدة وصعبة، إلا أنها أسهمت في نشوء حياة أدبية زاخرة ومتميزة انطلقت من مصر الإسلامية. يعكس الكتاب هذا الإرث الغني، مُبرزًا كيف أصبحت مصر منارة فكرية وثقافية إسلامية، وكيف أسهمت التحولات الاجتماعية والدينية في إثراء المشهد الأدبي والثقافي فيها.