التاريخ الأدبي
يمثل الأدب الصوفي قمة البلاغة وحرارة المشاعر الإنسانية النبيلة، حيث ينبض بالحب والطهر والسمو، معبرًا عن مرارة الحرمان الذي يعيشه المحب في سعيه لتحقيق ما يتمنى، وما يختلج في قلبه من حر العبرات وبرودة النشوات. يسلط الكتاب الضوء على الأدب الذي خلّفه التراث الصوفي عبر العصور، سواء كان شعرًا أو نثرًا، حيث تجلت فيه الروحانية العميقة، والبلاغة الراقية، والفكر الحي والمتجدد. يتميز هذا الأدب بوازعه الديني القوي، وتأثيره البناء في النفوس، بما يعكس انغماس الإنسان في الحب الإلهي وتعبيره عن أشواقه ولواعجه التي تفيض في كل جانب من جوانب أدب الصوفية. يقدم الكتاب دراسة عميقة للأدب العربي في التراث الصوفي، مُظهرًا كيف استطاع أعلام التصوف على مر العصور أن يتركوا إرثًا أدبيًا خالدًا يزخر بالروح والسمو الفكري، حيث حملت كلماتهم معاني الحب الإنساني الخالص والوجد الصادق الذي وصل صداه إلى كل مكان.