منهج نقد النص بين ابن حزم الأندلسي واسبينوزا

لا شك أن مناهج البحث تُعد من أكثر الحقول الفلسفية خصوبة وإنتاجًا في العصر الحديث، وأن نقد النصوص يمثل ركيزة أساسية في منهج البحث التاريخي. لقد بذل علماء المناهج جهودًا كبيرة في تقنين أصول النقد المنهجي للنصوص، ووضع الضوابط الضرورية لتطبيقها على الوثائق والنصوص المختلفة. في هذا الإطار، يأتي هذا المرجع كبحث أكاديمي متميز يسعى لتسليط الضوء على المنهج العلمي التحليلي النقدي لنصوص التوراة (العهد القديم). ويُبرز الباحث أن هذا المنهج قد تأسس على يد الإمام ابن حزم، الذي كان له السبق في وضع أسس النقد المنهجي للنصوص الدينية. وتطورت هذه الجهود مع الباحث اليهودي ابن عزرا الغرناطي، الذي جاء بعد ابن حزم بمئة عام، واستمر التأثير في علماء اليهود الذين عاشوا في الديار الإسلامية. تتبع الدراسة تطور هذا المنهج حتى وصوله إلى الفيلسوف اسبينوزا مع بدايات النهضة الأوروبية الحديثة في منتصف القرن السابع عشر، مما يُظهر التفاعل الفكري والثقافي بين الحضارات الإسلامية واليهودية والأوروبية في مجال نقد النصوص.