نقد وتأريخ الشعر
تناول الكاتب في هذا الكتاب شعرنا العربي وطوابعه الشعبية، واستعرض امتدادها عبر حقب التاريخ المختلفة، من العصور القديمة إلى العصور الحديثة. وقد عمل على تصحيح الرأي السائد الذي شاع بين كثير من الباحثين، والذي يزعم أن شعراء العربية كانوا بمعزل عن شعوبهم، وأنهم وجهوا أشعارهم إلى الطبقات العليا فقط. ويؤكد الكاتب أن الطابع الشعبي في الشعر يعني أنه ينبض من قلوب الشعوب، ويعكس آمالها وآلامها عبر العصور المختلفة. فقد كان الشعر العربي مرآةً صادقة لحياة الناس، سواء في عصور الابتهاج أو عصور الابتئاس، وكان هذا التصوير في أبهى صوره خلال العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، حينما كانت اللغة الفصحى هي اللغة السائدة التي يستخدمها العرب في حياتهم اليومية. أما ظهور اللغة العامية التي باتت تنافس الفصحى في الاستخدام، فقد حدث في العصور اللاحقة، مما أدى إلى تراجع ارتباط الشعر الفصيح بحياة الناس اليومية.