تأثير السيرة الذاتية في فهم السياقات التاريخية: دراسة مقارنة تحليلية لسيرة عزيز ضياء حياتي مع الجوع والحب والحرب، وكتاب سفر برلك لسعيد وليد طوله

محمد عبد الجبار

مستخلص الدراسة

تتناول هذه الدراسة ما يمكن لنا تصنيفه كإعادة قراءة لمفهوم الحدث التاريخي، مُنطلقين من أن النص التاريخي قائم على الوقائع والأحداث المجردة التي تصف فعلًا بعينه أو حدثًا يؤسس لمرحلة ما في تاريخ إحدى الأمم، ويمكن لهذا الحدث أن يتفاوت في أهميته من عدمه تبعًا للمعطيات التي تُرافقه، ولما يمكن تسميته بالمناخ العام للأحداث، وكل هذا يمكن لنا التمكّن من الوصول للإطار الشامل له من خلال كتب التاريخ القائمة على ذكر الوقائع كحالة وصفية مرافقة للحال العام لهذا الحدث، وما يحمله من ركائز سردية ينطلق من خلالها.

وفي مُقابل كتب التاريخ التي تتناول الأحداث بوقائعيتها نجدُ كتب السيرة الذاتية حالًا مُرافقًا لكتابة التاريخ يُشبه ما يمكن أن نصطلح على تسميته بالمسار الموازي، لتلكم العملية السردية، ولكنه ليس تاريخًا صِرفًا يمكن الرجوع إليه بوصفه مُنطلقًا من العملية المنهجية للكتابة التاريخية، ولكن في الوقت نفسه هو لا يخرج عن كونه عملية توثيقية للإطار العام للحالة التاريخية، ولنقُل عنها أنها تقوم بوصف الحدث الذي يصفه المؤرخون، ولكن من منظورِ ما يقع في النفس البشرية من أثر لهذا الحدث عليها، وتُركز على هذا التأثر أكثر من تركيزها على الصورة العامة لمُعطيات التاريخ، بل يُمكن عدّها كاميرا شخصية تدخل داخل البيوت لتُصوّر انعكاسات الحدث على الناس و ما صنعه من خلال عمليات الحفر التشكيلي فيهم، بينما المؤرخ يظل ناظرًا للتأثير السياسي والتأثير في الحالة العامة وترتيبه وسط العملية السردية للوقائع، فعنده أن الحدث ما هو إلا عملية تراتبية تنشأ عنه حالة ما يقوم برصدها وتحديد أسبابها و تداعياتها، ويمكن لك قياس هذا في كل عملية تأريخية للأحداث، ويمكن لنا تطبيقه على المثال الذي سنطرحه في دراستنا هذه، الذي يُعدّ واحدًا من أهم أحداثها وهو حصار المدينة المنورة، الذي حدث في الفترة المرافقة للحرب العالمية الأولى، فهو حصار له مُسبباته ومدته وأشخاصه، ثم أنه مثل أي حدث سينتهي لأسباب سيطرت على الحالة العامة ويقف المؤرخ عند ذلك، ولكن في مُقابله مؤكدًا على التأريخ الموازي يقوم المُعاصر الذي يُقرر كتابة سيرته خلال الواقعة نفسها بأن يصف صدى الحدث الكبير خلف الجدران و دويّ كلمة "أطلق الرصاص"، التي أمر بها القائد العسكري في صدور الناس وهم يسمعون طلقات الرصاص وزخم المدافع، وهو وسط هذا لا يقوم بوصفها من منظور المراقب الذي يُعاين خط الزمن وحسب فيقول: "دخلت سنة كذا، وتوفي فُلان عام كذا"، بل هو يقوم على ما يصنعه هذا الدويّ وتلكم الرصاصات في النفس البشرية وما تتركه من متغيرات في المكان والزمان، وما ينطبع داخل صاحب السيرة من أركان وزوايا وأشخاص ومشاهد في الطرقات، مشاهد يمكن لك أن تراها لدى المؤرخ عابرة، ولكن قرارات في حياة صاحب السيرة قد تكون بُنيت على هذه العابرة، حتى يجعلك جزءًا من تلكم الأحداث تعيش تفاصيلها وتصاويرها فتخاف مع خوفه، وتترقب مع ترقبه وأنت في ترقب بعده ترقب لتعرف ما سيحدث له فيما بعد رغم اطلاعك على الأحداث التي ستصير لاحقًا، فأنت في مثال حصار المدينة، تعرف أن المدينة سينفك حصارها، وستعود آمنة، وسيعيش أهلها في رخاء كما كانوا من قبل، وستنتهي كما هي كل سنوات الحرب، وسيعود الناس لبيوتهم حقيقة حتمية أقرّتها السنة الكونية.

وقد اخترنا لهذه المقاربة بين هذين المسارين: السيرة الذاتية لعزيز ضياء والمسماة حياتي مع الجوع والحب والحرب. [1]. وقد كانت منهجية اختيارها من منظور أنها تُعاصر عدة أحداث تاريخية يُمكن تلمّسها من خلال مُفارقات الأحداث الشخصية التي مرّت بها، ويأتي ذلك تباعًا من خروجه أيام السفر برلك [2] من المدينة المنورة مُهاجرًا منها إلى الشام ومعه عشرات العائلات من خلال سكة الحجاز [3] لتصير المدينة صِفرًا خاليًا من الناس، ولم يعد فيها سوى المئات القليلة مرورًا بالمجاعات التي صارت في الشام والحروب التي دخلت فيها المنطقة. ولقد كانت رحلته هذه أشبه ما تكون بتسجيل الانطباعات لما كان أثناء الحرب العالمية الأولى، وأثرها في الناس وفي حيواتهم في دمشق وحلب، ثم ما تلا ذلك من عودة له إلى المدينة المنورة، ثم ذهابه فيما بعد إلى مكة المكرمة، وكل هذا كان يعاصر من خلاله أكثر من واقعة تاريخية يُمكن إجمالها اختصارًا بما يأتي: (حصار الأشراف للمدينة المنورة [4] ، هجرة أهل المدينة وقت سفر برلك، انسحاب الجنود في دمشق ومناوشات الحرب العالمية الأولى، تأثير حزب الاتحاد والترقي في الشام [5] ، توحيد الملك عبد العزيز للمملكة ودخول المدينة المنورة في حُكمه، بداية تحول مكة المكرمة والمنطقة للمدنية الحديثة).

مشكلة الدراسة

تركز الكتابات التاريخية الصِرفة على الحدث التاريخي بوصفه حدثًا يبدأ بفِعل معين، أو حدث ما، و من ثم يُتتبع هذا السياق من خلال الشخوص التي قامت به، حتى يصل المؤرخ للمرحلة الأخيرة في تأريخ هذه المرحلة و هو ما يمكن النظر له بكونه جامدًا إذا ما قارنّاه بالسيرة الذاتية التي تُكتب من المنظور الشخصي لانعكاس الحدث نفسه في ذات الكاتب، ويحضرنا هنا مثال يمكن من خلاله تتبع هذه الفكرة حين تقوم بتأريخ ولنقل إسلام سلمان الفارسي مثلًا ستقول إنه كان في حاضرة مجوسية وأبوه كان من قيّمي النار، و اختلط بالنصارى حتى اعتنق دينهم، ثم خرج في الترحال بعد أن هرب من قيود أبيه و ارتحل بين أكثر من مدينة، حتى انتهى به المطاف ليثرب قبل أن تستحيل للمدينة المنورة، وهناك بقي فيها حتى أطل رسول الله عليها -صلى الله عليه وسلم- وأسلم معه، لنا أن نتخيل هذا السياق من منظور تأريخي كما ذكرناه، ولكن لننظر لمنظور رواية سلمان نفسه لقصة إسلامه، ولنأخذ جزءًا من ذلك "( كُنْتُ رَجُلا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ (أي رئيسها)، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، أَيْ مُلازِمَ النَّارِ، كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ (أي خادمها) الَّذِي يُوقِدُهَا لا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، قَالَ وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ (أي بستان) عَظِيمَةٌ، قَالَ فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمً ... إلخ "، لاحظ هنا الفرق بين السياقين وكيف أن تفاصيل السيرة الذاتية جعلت من منظور القصة أكثر تشبعًا و تفصيلًا، وهو ما سنتطرق له خلال دراستنا.

أهمية الدراسة

يُمكن إفراد أهمية الدراسة أنها تقوم على فهم البُعد الذي يحمله المؤرخ من خلال كتابته، والإطار العام الذي ينطلق من خلاله، ومُقارنته بالإطار العام للسيرة الذاتية، وتحديد أهم المُحددات العامة لكلا النمطين، وكيف يُمكن أن ينعكس ذلك على ذهن المتلقي في فهمه وتقويمه العام للأحداث، وما يكون مُقاربًا منهما لواقع الحال، ويُمكن الاستناد إليه بوصفه مادة يُعوّل عليها في البناء المنهجي للفهم التاريخي وما يتصل به.

1- تحديد أثر منظور قراءة التاريخ من خلال السيرة الذاتية على فهم المنظور العام للحال المحيط بالحدث.
٢- تحديد أوجه ضعف السردية التاريخية القائمة على سرد الأحداث دون التطرق لتفاصيل المجتمعات ودواخلها.
٣- فهم انطباع المدينة في نفس الراوي للسيرة الذاتية، ومدى توصيفها لحالة المدينة بصورة تفصيلية للصورة العامة.

تساؤلات الدراسة

1- هل تقوم السيرة الذاتية بتأطير الحالة التاريخية بشكل يتوافق مع اتجاه الكاتب أو أن تأطيره لها يكون محايدًا؟
٢- كيف يمكن التوفيق بين المنظور الشخصي الخاص بأثر الحالة التاريخية في الكاتب وبين حقيقة الحالة نفسها؟

منهجية الدراسة

تقوم هذه الدراسة على المنهج التحليلي من خلال تفكيك الوقائع التاريخية والقيام بتحليلها من خلال كلٍّ من المسلك الذي سلكه المؤرخ في كتابته، وفي مقابله ما قام به كاتب السيرة، وتكون نقطة الأصل التي ننطلق منها هي تجريد الحدث التاريخي بصورة عامة مُجملة، ثم النظر لما اتصل بها عند كل واحد، وتطبيق ذلك على أمثلة متعددة على كامل الدراسة. حدود الدراسة الزمان: فترة الحرب العالمية الأولى، المكان: المملكة العربية السعودية (مكة، المدينة، جدة)، سوريا (دمشق، حلب)، الموضوع: سيرة حياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء.

الزمان: فترة الحرب العالمية الأولى، المكان: المملكة العربية السعودية (مكة، المدينة، جدة)، سوريا (دمشق، حلب)، الموضوع: سيرة حياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء.

الكلمات المفتاحية

سفر برلك، حياتي مع الجوع والحب والحرب، الحرب العالمية الأولى، المدينة المنورة، الاتحاد والترقي، حصار المدينة.

المقدمة

خلال الحرب العالمية الأولى التي بدأت عام ١٩١٤م، وانتهت عام ١٩١٨م، حدثت مجموعة من الأحداث في منطقتنا العربية مُتأثرة بالمناخ العام الذي كان بين دول الحلفاء ودول المركز، وهو جزء من عملية تأثير نظرية الدومينو [1] بسبب مُحددات العصر الحديث والارتباط بين المناطق الجغرافية وإن كانت بعيدة في الناحية المكانية، إلا أن تأثيرها في بعضها هو جزء من تلكم العملية التراتبية التي كانت حاضرة في حينها، ومن جُملة هذه الأحداث حركة الشريف حُسين في الجزيرة العربية بالتعاون مع الإنجليز، وما تبع ذلك من حصار للمدينة المنورة؛ بغرض إدخالها تحت سيطرته التي كانت بدورها تحت حكم الوالي فخري باشا [2] الذي كان مُعاصرًا لمرحلة أفول العثمانيين وانتهاء دولتهم

ومرحلة حكم حزب الاتحاد والترقي، حتى أدى هذا الحصار لأن يقوم هذا الوالي بتهجير أهل المدينة المنورة منها لمناطق مختلفة فنشأ عن ذلك ما صار يُعرف تاريخيًا بالـ "سفر برلك"، وهو مصطلح يعني النفير العام ولكنه في السياق المدني مُرتبط بعملية التهجير هذه وقد صارت هذه الحادثة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا لا ينمحي من الذاكرة في التاريخ المُجتمعي المدني رغم أنها لم تتجاوز في مُجملها الثلاث سنوات من عام ١٣٣٤هـ وحتى عام ١٣٣٧هـ، وقد اتصلت بهذه الحادثة كثير من العائلات، بل لنقل إن كل أهل المدينة كان لهذه الحادثة أثر في أنفسهم وفي نسيجهم الذي بُني عليها كثير من الوفيات والمجاعات، ولسنا في هذه الدراسة بصدد دراستها من حيث تأثيرها أو دراسة أسبابها من الناحية العسكرية، بل ما يهمنا هو دراسة مقارنة بين رواية تلكم المرحلة المتصلة بها من خلال مرجعين أساسيين اللذين اعتمدناهما لدراستنا، وهما (سفر برلك وجلاء أهل المدينة المنورة) لمؤلفه سعيد وليد طوله (كتاب تاريخي)، حياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء (سيرة ذاتية)، وقد اعتُمد عليهما بناء على عدة عوامل، منها:

١- اشتراك كلا المرجعين في تناولهما الحقبة نفسها، وهي حقبة السفر برلك وتهجير أهل المدينة المنورة.
٢- تركيز المرجع التاريخي على الأحداث السياسية، وعدم إهماله الجوانب الإنسانية في السياق التاريخي والجوانب المجتمعية، وما انعكس من أحداث على حياة الناس.
٣- تُعدّ شهادة عزيز ضياء شهادة وثيقة لارتباطها بالأحداث بشكل مُعاصر لمرحلتها كاملة من بدايتها وحتى نهايتها.
٤- يُعيب مرجع عزيز ضياء أن جزءًا كبيرًا من الأحداث بُني في مرحلة طفولته، ويمكن النظر لهذا كونه منطقة ضعف لقصر ذاكرة الصغير مهما بلغت من حفظ أن تدرك وتُحيط بالأحداث كاملة، ولكنها في الوقت نفسه هي نقطة قوة، إذ إن ذاكرة الطفل بِكر وتقوم على رواية الأحداث دون التأثر بخلفيات مُسبقة، فهي وإن كانت قاصرة على رواية المنظور كاملًا، فهي على الأقل ترويه بشيء من التجرد كبير وهو ما رجوناه من خلالها.
٥- تتميز مرجعية طوله في كتابه على اعتماده على المراجع المكتوب بالعربية والتركية في الحادثة، وعلى الروايات الشفهية المُباشرة والوسيطة والوثائق والمخطوطات والصور، وهو ما يُعطي بُعدًا أعمق لإحاطته بأحوال الناس في تلكم الحادثة.

وقد حاولنا ألا نألو جهدًا خلال هذه الدراسة في فهم مدى ما يتركه الحدث التاريخي من تكوينات سردية في نفس المتلقي إذا تلقاه من نص تاريخي بحت، أو من خلال سيرة ذاتية انطلاقًا من حدثٍ قد يكون القارئ يُلم به أول مرة أو قد يكون مرّ عليه بشكل عابر.

الدراسة

أولًا: ينبغي التنبيه بدايةً أننا لن نتناول الأحداث من خلال تتبع تسلسلها بقدر ما سنقوم بأخذ عيّنة من كل حدث يُشكل مرحلة معينة لها أهميتها في حياة الكاتب وفي المحيط التاريخي العام غير أن يكون الباعث لذلك هو المجريات التي أدت لهذا الحدث، إنما سينصبّ تركيزنا على الحدث نفسه، وسنتكلم عن مُقدمات له حتى يفهم القارئ الصورة العامة لحدوثه دون تفصيل في ذلك، وقد اعتمدنا اختيار الأحداث التي سيُتطرق لها بناءً على عدة معايير:

أ- أهميتها من الناحية التاريخية بناء على المراجع التاريخية لنفس المرحلة.
ب- تأثيرها في مُجريات حياة الكاتب.
ج- نوْلها حظًا كبيرًا في تناول الكاتب لها من خلال سيرته.
د- كوْنها من الأحداث المُولّدة لأحداث أخرى سواء للحالة التاريخية أو لحياة الكاتب.

وسنذكر بعد ذكر الحدث كيفية تناوله تاريخيًا لدى المرجع التاريخي ومُقارنته بالسيرة الذاتية عينة الدراسة.

ثانيًا: وقد تطرقنا خلال ذلك إلى الحدث الأول الذي يُعدّ نقطة الارتكاز لما حدث بعده: (اندلاع الحرب بين الأشراف و الأتراك بعد إطلاق الشريف للنار من قصره بالغزة في مكة و إعلانه الثورة العربية الكُبرى)، التي وردت عند طوله كنتيجة تراكمية لإرث الرجل المريض كما كان يُطلق عليه في المحيط السياسي على الدولة العثمانية، وما تلا ذلك من نزاعات كانت ممُهدة لحالة من الاضطراب العام كانت ثورة الشريف حسين نتيجة لها، التي أدت لمواجهات عسكرية بينه وبين العثمانيين الذين كانوا في تلك المرحلة قد فقدوا كثيرًا من سيطرتهم، وصار الأمر في يد حزب الاتحاد والترقي الذي بدوره لم يكن معنيًا بشكل مباشر بالمُدن التي يُنظر له كمدن بعيدة أو طرفية، وكان مُن جملة ذلك المدينة المنورة فحاصرها الشريف رغبةً في إخراج الوالي التركي منها (فخري باشا) والجنود الذين كانوا معه وبالتالي السيطرة عليها.

فيقول طوله: "اشتعلت الحرب بين الأشراف والأتراك وعانت المدينة معاناة هي الأشد في تاريخها، ويهمنا هنا ما حدث في المدينة المنورة من الداخل ودور علماء المدينة وأهاليها وحالتهم الاجتماعية في هذه المأساة"، وهذه النكتة يقولها الكاتب وهو يُقرّ اقتصار المراجع على ذكر الوقائع بمنظورها السياسي والمعارك والتحركات العسكرية، و قد ارتكز على التأريخ في أجزاء من كتابه على النواحي المجتمعية والإنسانية، ولكنه مع ذلك يتطرق من خلال ذلك للأحداث بمُجملها ويذكر أمثلة أو مواقف وقصص عليها وهو لا محالة حاضرٌ لأن ما يقوم به إنما هو تأريخ للحالة لا رواية لتفاصيلها، ولو دخلنا في تفصيل ما ذكره سنجد أنه يتكلم عن هذا الحدث و غيره من ناحيته الوقائعية، وما حدث من ردة فعل من المجتمع المدني على هذه الحرب، وهو و إن كان يؤرخ لهذه المرحلة من منظور سياسي واجتماعي، وهو ما يُعززه تناوله لفصول تتحدث عن دور العلماء المجتمعي، وتأثير الحدث في أهل المدينة، ومن ضمن ما أورده عن تأطير حالة الجوع هذين النصين: "كما أن الجوع اضطر بعض الشباب إلى سرقة الرطب من البساتين؛ حيث كان محظورًا عليهم الاقتراب منها"، "و يذكر أنه مضت سنتان لم يُر فيهما اللحم في المدينة"، وإن كان الظاهر في النصّين والنصوص المُشابهة التي أوردها هو الحكاية التاريخية إلا أنه يؤكد حضور الحوادث الفردية ضمنًا داخل الإطار العام للأحداث لا بكونها تُراد لذاتها.

وهو وصف تقريري كما نرى يذكر لك الواقعة ويُعطيك صورة عامة عن انعكاسها، ليُدلّل من خلالها على السردية التاريخية التي تُكمل وقائع الأحداث من خط البداية وحتى النهاية، ولكنه لا يدخلك في حال انعكاس ذلك على الناس في حياتها اليومية، وما ينعكس من مشاعر يمكن من خلالها فهم تأثير ذلكم الحدث في نفوسهم وإن كان كما ذكرنا يذكر لك بعض القصص كشهادات توكيدية لهذه السردية، ومنها: "اشتد الجوع ولم يتبق للجنود سوى التمر و الماء، وكانت وجبة فخري باشا ومن حوله لا تزيد عن قليل من الملوخية ورز بالتمر ومسحوق قمر الدين بزيت الزيتون"، "انتشر مرض الديزنطاريا والنلات الصدية وامتلأت مستشفيات المدينة و لم تعد تكفي" وهو ما يمكن تلمسه في المقابل من خلال سيرة عزيز لنرى كيف تناول الحدث نفسه، ولكنّ الغالب عليه هو التأثير في الناس ودواخلهم فيقول عن صباح خبر التهجير: "وإن يكن ذلك الصباح هو أول صباح عرفته ولم أستطع قط أن أنساه فإني لا أشك أن جميع الذين كانوا حولي .. أمي وجدي وخالتي والفتاة السوداء على خاصرتها ... كلهم لو قُدّر لهم أن يعيشوا حتى اليوم لما استطاعوا أن ينسوا ذلك الصباح"، فعن أي صباح يتكلم؟ هو يتكلم عن الصباح الذي تلا بداية هجرة أهل المدينة -سفر برلك- بسبب حصار الشريف لفخري باشا في المدينة، وما كان من وقع لهذا الحدث، أنت لا تراه حدثًا صار و حسب، بل تجد تفاصيل عائلة قامت بنقل كل ما لديها من خلال الدواب بعد ذلك، وانتقلت من خلال قطار سكة الحجاز وكيف كان مملوءًا بالناس والأطفال، وكيف يصف لك فيما بعد المدينة وقد صارت مُوحشة، والوحشة هنا ليست انتقالًا من حدث لحدث، بل من تفاعل لسكون ثم تفاعل ثم سكون، و هو ما يمكن التأكيد عليه لو قارنّا كل حدث تاريخي في كتاب طوله بما يُقابله في السيرة، ويمكن ملاحظتها في كثير من النصوص التي أوردها، ومن ضمنها ما ذكره عن مرض خالته بسبب المرض المُتفشي، موت أخيه بسبب البرد والمرض، وفاة جده بعد تعب السعي لطلب الرزق، فرحة العودة للمدينة ولكن عودته وحده مع أمه دون بقية الأسرة وكيف أفقد للعودة ألقَها.

٢- الحدث الثاني: حياة أهل المدينة في الشام وهجرة عدد كبير منهم إليها، وتأثير الحرب العالمية فيهم: وهذا الحدث يمكن النظر له كونه الحدث الثاني في الأهمية حسب المعايير التي وضعناها، ويمكن النظر من خلال دائرة تأثيره أنها انعكست على كل مَن كان في المنطقة سواء أكان المهاجرين من أهل المدينة أم ما أصاب سكان الشام نفسهم، وهو ما يتطرق له سعيد طوله ويذكره من خلال الحدث العام والتعداد التسلسلي للأحداث، وعدد الناس الذين هاجروا وطعامهم وشرابهم وأشهر من هاجر من الناس منهم، وقد روى طوله شيئًا من ذلك، وعندما نورد ما رواه فإننا ينبغي أن نشير أنه و مع أنّ كتابه مبني على وقائع الأحداث إلا أنه في كثير من فصوله استند على التبويب للقصص المجتمعية والمجاعات التي ألمّت بالناس، ولكنها ضمن سردية الوقائع فيقول مثلًا على الحدث الخاص بحياة أهل المدينة في الشام: "خرج الناس من المدينة أفواجًا، وكانت دمشق ثم حمص وحماة أهم المدن التي تمركزت فيها الهجرة .. "، ثم يسرد بعض المواقف لأهل المدينة في الشام ومن ذلك ما تجده يذكره نصًّا عن عزيز ضياء وعن كثير من المعاصرين لهذه الحقبة.

ولكن هل تناولها بشكل ينغمس في مشاعر الناس ودواخلها أم هو عابر؟ هو كما ذكرنا من قبل، يذكره ليؤكد سردية الوقائع بينما في المقابل نجد موقفًا ناتجًا عن هذه الهجرة كان بسبب حال الافتقار الذي كان عليه الناس واحتياجهم لما تصرفه الحكومة للقوت اليومي، فيحكي عزيز ضياء عن جده وجده بالمناسبة هو من علماء المدينة المنورة فيقول: "لم أكن أدري إلى أين يذهب جدي في هذا الوقت المبكر من الصباح إلى أن وقف أمام بوابة كبيرة يقف أمامها خلق كثير في أيديهم محافظ أو دفاتر في حجم جواز السفر، ما كاد جدي يتسلل بين الواقفين حتى عرفه أحدهم ثم آخر ثم ثالث، كانوا من أهل المدينة ولكن ما أشد هزالهم وشحوب وجوههم، أغلبهم يلف رأسه بخرقة أو قطعة باللية من القماش .. "، ثم يستكمل حديثه عن الجراية التي كانت تجريها لهم الحكومة إبان الحرب وكيف قلّت مع الوقت وتفصيل حالهم وكيف أصبح الملفوف مثلًا بالنسبة له حالٌ من حالات المُلازمة اليومية لطعامهم وصار اللحم حينها حُلمًا من أحلام اليقظة.

ثالثًا: ولو تتبعنا الأحداث المتتالية التي قد لا يتسع لها المقام لما خرجنا عن هذا الإطار الذي نرجو أن تكون فكرة المقاربة بين الروايتين قد وصلت لمُجمل الوقائع التي ذكرناها، والذي أتكلم عنه هو ما أتناول به ما تناولته مُدللًا على فكرة ما يقوم به الوصف عند المؤرخ والوصف عند صاحب السيرة والمفارقة أن كليهما صاحب رواية للتاريخ٫ ولكن ما الفروقات التي عند تتبعنا لكلا الروايتين سنجدها؟

رابعًا: إن أهم ما يمكن تلمسه في الفرق بين الرواية التاريخية بوصفها عملية منهجية تقوم على البدء من حدث والانتهاء بكامل النتائج المترتبة عليه، وفي مقابلها السيرة وما تحمله من أنها منظور داخلي لوقع هذا الحدث في النفس وكيف يكون لهذا الحدث تحقيقٌ في نفس المُعاصرين له بجعل الواحد منهم تكون له نظرته الخاصة تجاهه، بينما يكون التأريخ هو كحال الناظر من الشرفة تجاه ناسٍ يتحركون أمامه ويقوم برصد هذه الحركة، وقد يكون معاصرًا لها كما عاصر مثلًا القاضي الفاضل الدولة الأيوبية أو الجبرتي الذي أرّخ للحملة الفرنسية على مصر، أو يكون غير معاصر لها ككثير من المؤرخين الذين يكتبون عن أزمان لم يعاصروها، مثل: البداية والنهاية لابن كثير، أو الطبري، أو كتاب طوله الذي كان مدار حديثنا، وهو مُعاصر لنا ولم يكن أثناء كل هذه الوقائع، بل اعتمد في كتابته على المنقول في الكتب والمروي منها.

وفي مقابل ذلك نجد صاحب السيرة لا بد أن يكون معاصرًا للوقائع التي يتكلم عنها، ويحضرني هنا الاعتبار لأسامة بن منقذ ومُخالطته للصليبين حتى خرج بسيرته وهو مثال على القديم من أصحاب السير، وتجده عند الرحالة كذلك، مثل: ابن بطوطة وابن فضلان، وهو كذلك في المعاصرين كما هو الحال في مذكرات عزيز ضياء التي أوردناها معنا التي تعاصر كمّ الأحداث التي ذكرناها، وصاحب السيرة لا يكتفي بالمشاهدة من علٍ ويرصد الوقائع، إذ إنه لو فعل ذلك صار مؤرخًا لا حاكيًا، بل علاوة على ذلك، هو كان ضمن الذين يتحركون في هذا شارع الأحداث الذي يجلس المؤرخ لرصده، ولذا ستجده لا ينقل الوقائع نقل السارد لها بغرض النقل و التوثيق، بل هو ينقل حالة الشعور التي تلبسته أثناء تلكم المُعاصرة.

كذلك حين يكتب المؤرخ -ولنقل مثلًا ما تكلم به طوله عن الأسر المهاجرة إلى الشام فقال: "خرج الناس أفواجًا وكانت دمشق ثم حمص وحماة وحلب أهم المدن التي تمركزت فيها الهجرة .. "- لاحظ معي هنا جُمود الوصف، أنت فقط تنظر لتعداد إحصائي لحركة الناس من نقطة لنقطة أخرى ولا يُدخلك في الحيز الإنساني إلا لو تطرق لوصف يحمل في طيّه قصة أو رواية من الذين عاصروا المرحلة كما روى عن عزيز ضياء وغيره من الذين استقروا في المدينة، فوصفوا ما كان فيها من الشعور بالوحشة أو الذين هاجروا فوصفوا ما واجهوه من جوع وحرمان، وهذا الحال من الجمود يمكن النظر له بأنه السمة الأولى التي تميز الكتابة التأريخية عن السيرية وسنعرف فيما بعد ما تأِثيرها في الفهم.

خامسًا: لاحظ معي حين تنظر لبداية الكتابة في الوقائع، فهو يبدأ من مقدمة لحدث ما، ولنقل مثلًا حين سقطت المدينة المنورة في يد الأشراف، وقد تناولها بما يأتي: "وأخيرًا سقطت البلدان العربية واحدة تلو الأخرى، وسقطت مدن الشام بيد الإنجليز والحلفاء.. "، ثم يكمل حتى يصل إلى تفاصيل قطع الإمداد عن فخري، ثم استسلام المدينة لجيش الشريف ودخولها في حكمه فيما بعد، لاحظ معي النظر للأحداث وكأنها أحداث تجري وأنت بعيدٌ عنها، أنت لا تعرف إحساس الناس وهم في الشام مثلًا بعد سنين الجوع، كيف تلقوا خبر انتهاء الحرب؟ هل كان معهم نقود للعودة لديارهم؟ هل كان القطار لا زال يعمل كي يعودوا من خلاله؟ هل كانوا حين عادوا وجدوا ما تركوه في مكانه أو أن الحرب أفسدت كل شيء؟ ما موقف أهل المدينة وهم مُعلقون بالجناب النبوي وقد ابتعدوا عنه ظاهرًا، وها هم قد لاحت لهم أنوار العودة؟

كل هذا لا يُجيبك عنه المؤرخ إذ إنه كما ذكرنا، يعكف على الحدث وينظر لتبعاته على الجانب الخاص بالصورة العامة فهو ينظر من شُرفته ولكن لنفس هذه الأحداث٫ فانظر ماذا يقول عزيز، وبالطبع خبر انتهاء الحرب، كان بعد سنوات الجوع، الجوع الذي جعل جده الشيخ الكبير في السن ذي الوقار أن ينزل ويعمل بيده، ليصرف على هذه العائلة التي خرجت من المدينة ولا رجل لها سواه، عائلة فيها أختان وخادم و طفلان، وبعد كل هذه السنين لم يبق منهم أحد سوى عزيز وأمه، الكل مات، إما مرضًا، أو تعبًا، لم يبق أحد على حاله إلا بقاء هذه يصفها عزيز حتى بعدما عاد للمدينة وكيف أنها صارت خلوا من أهلها ولكن لنتناول بدءًا مما قاله: "الآن وأصابعي على مفاتيح حروف الآلة الكاتبة لأكتب المشهد الأخير من الترحال والتشرد مع الجوع والموت والضياع منذ ذلك الفجر الذي ركبنا فيه البابور -القطار- من المدينة إلى دمشق، الآن تسطع وتتوهج في ذهني وفي كل قطرة من دمي حقيقة أدركت المدى السحيق من الأعماق التي تتجذر فيها أغوار النفس"، حتى يصل ويصف مثلًا عودته للبيت الذي وجدوه خربًا وقد تركوا فيه المربية الخاصة به، وكيف أنه استوحش منها حتى ساور الشك أمه بأنها باعت ما في البيت من أثاث ومتاع الذي جعل أمه حذرة منها طوال مكوثها معها، شحوب المدينة من حركة الناس، بدء دخول الحياة لها بعد أيام الحرب، كل هذا نجده في السيرة حاضرًا، حضور المُعايش للأحداث والمُواكب لها يُشعرك أنك وسط بيتهم، تأكل من الملفوف الذي ملّت منه معداتهم، وتفرح بعدها باللحم الذي ذاقوه كأنهم لم يذوقوا مثله، ثم بقاء طعم الملفوف في نفوسهم كأطيب ما أكلوه كصورة الذكرى المؤلمة التي تستحيل أُنسًا يمر على الذهن مثل مرور النسيم العابر.

وهذا كله يفتح لك مسارًا لسردية من الأسئلة تقوم على أساس التفاصيل التي ذكرها.

النتائج

تبين لنا من خلال العيّنتين البحثية التي قمنا بها (سيرة عزيز ضياء)، و(كتاب سعيد طوله) مجموعة من المفاهيم والمُفردات في فهم سردية كتابة التاريخ، ويمكن إجمالها فيما يأتي:

١- تقوم الكتابة التأريخية على التركيز على الجانب الوقائعي العام للأحداث وتسوق في كتابتها ما يخدم تلك السردية الوقائعية، وحتى لو كان نموذج الكتابة التأريخية هو نموذج لكتابة تاريخية مجتمعية فإن إحضار السياقات الإنسانية واليومية هو جزء من عملية السردية العامة ولا يكون الغرض هو الدخول في تفاصيل الشخوص ومُقوّمات الفرد للحياة اليومية من منظوره الداخلي.
٢- تفترق كل من السيرة الذاتية والكتابة التأريخية في نظرها للأحداث، فالمؤرخ ينظر لها نظر البعيد الذي يقوم بالرصد بغرض الوصول لنتائج بحثه، بينما يقوم صاحب السيرة بسرد مشاعره وأحداثه الشخصية هو، وتكون أحداثه هي المسرد الأساس للعملية الحكائية وتكون الأحداث التاريخية الكبرى هامشًا لهذه الأحداث النفسية.
٣- تقوم السردية الذاتية على جانب العلاقات التي كانت محور حياة صاحبها والمُفردات اليومية التي كانت تُحرك تلك العلاقات (الزواج، البيع والشراء، الصداقة، الأسرة... إلخ)، وهو ما يُعطي بعدًا للعملية التاريخية لا يمكن إيجادها في السردية التأريخية العامة.
٤- تُركز العملية التأريخية على شخوص السياسة والمدن الكبيرة، بينما تكون مُدن الهامش وناسُ الحيوات اليومية على هامش الهامش، لا يُستحضرون إلا بما يتصل بالسياسة، والنتيجة أن الكتابة التأريخية تكتب ما يخدم السردية السياسية وأحداثها، بينما السيرة الذاتية تركيزها كله قائم على ذاتية أشخاص الهامش (بائع في سوق، معلم صبيان، أم، شيخ طاعن في السن... إلخ).
٥- الإحاطة التاريخية هي عملية متكاملة بين السيرة الذاتية والقراءة التاريخية، وأهمية هذا أن لكل واحد من الكاتبين توجهه وتوافقاتها التي قد يتفق معها أو يُخالفه وبالتالي يُمكن لها التأثير في عمليته السردية، وهذه الإحاطة تُسهم في تكوين صورة يمكن النظر لها بكونها صورة من مناظير متعددة تُساعد على فهم الحالة الزمانية.
٦- نظر السارد للسيرة الذاتية للأحداث فيما حوله يؤثر سلبًا/ إيجابًا في تكوين انطباع لدى المتلقي تجاه هذه السردية، وبالتالي يحتاج القارئ إلى عملية عزل لمشاعر الكاتب الداخلية عن فهمه للأحداث بشكل يوازن بين الإطارين.

التوصيات

1- ليس هناك استغناء عن قراءة كتب التاريخ بالتوازي مع كتب السيرة الذاتية لمن أراد أن يُشكل حالة متكاملة، قد يكون النص التاريخي قاصرًا على ظاهرها وعلى المُحددات العامة لها.
٢- العملية الأقوى في السيرة الذاتية تقوم على أنها تُغطي أبعاد التأريخ بما لا يمكن للمؤرخ تغطيته، وتساعد على فهم مناظير أخرى للقصة التاريخية قد لا يكون النص التاريخي قادرًا على الإحاطة بها.


    المصادر و المراجع

  • [1] كتاب سيرة ذاتية كتبه عزيز ضياء في ٣ أجزاء ويروي قصة حياته، وصدر عام ١٩٩٠ ويمتاز بتغطيته لفترة طويلة من التاريخ المعاصر.
  • [2] التهجير القسري الجماعي لأهل المدينة (1334هـ - 1337هـ)، سعيد وليد طوله، سفر برلك وجلاء أهل المدينة المنورة، نادي المدينة المنورة الأدبي، ص 25.
  • [3] سكة الحجاز: هو عبارة عن سكة حديد ضيقة بعرض ١٠٥٠ ملم تصل بين دمشق والمدينة المنورة، أوزبقان عثمان، سكة حديد الحجاز في عهد السلطان عبد الحميد.
  • [4] وهو الحصار الذي فرضه الشريف حسين على المدينة المنورة حتى يُدخلها في حُكمه.
  • [5] حزب الاتحاد والترقي هو حزب سياسي تأسس في الدولة العثمانية وقد خرج على الدولة فيما بعد وصار هو الحزب الحاكم.

  • [1] نظرية الدومينو: نظرية سياسية ظهرت خلال الحرب الباردة وهي تُشير لفكرة ارتباط الدول ببعضها وتأثيرها في العملية السياسية فيما بينها ولها معارضون ومؤيدون.
  • [2] أمير المدينة المنورة من أمراء المدينة المنورة وقد كان آخر أمير لها قبل سقوط المدينة من العثمانيين ودخولها في حُكم الأشراف.

  • ١- ضياء، ع. 1990. حياتي مع الجوع والحب والحرب، التنوير.
  • ٢- طُوله، س. و. 2016. سفر برلك وجلاء أهل المدينة المنورة إبان الحرب العالمية الأولى، دار جودي للإعلام والنشر.