اشتغالات الصورة الفوتوغرافية في رحلة إلى قصر الحمراء للبتنوني

سمية غازي مرشد الطيب

المستخلص

تناولت الدراسة اشتغالات الصورة الفوتوغرافية وتعالقها مع النص في رحلة إلى قصر الحمراء، بالوقوف على ما ينطوي عليه النص والصورة من توثيق تاريخي، بفتح نافذة على إرث مشترك بين المبدع والمتلقي متمثلًا في قصر الحمراء عبر مقاربة سيميائية تأويلية تروم الكشف عن الأثر الجمالي الذي يمتد إلى كثير من التأويلات الممكنة، وإظهار منعطفات التعالق بين النص والصورة في لعبة الظهور والاختفاء. تهدف الدراسة إلى استنطاق جماليات الصورة في الرحلة، عبر الكشف عما قالته الصورة ولم يقله النص، وما قاله النص ولم تقله الصورة. وخلُصت الدراسة إلى نتائج أهمها: ظهرت جماليات تعالق الصورة والسرد في منعطفات الرحلة؛ حيث جاءت الصورة الفوتوغرافية تأكيدًا وميثاقًا على الجانب الوصفي الذي يروم السارد المصور إيصاله للمتلقي.

الكلمات المفتاحية

أدب الرحلة- قصر الحمراء- الصورة الفوتوغرافية- السيميائية التأويلية.

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

تنبثق بلاغة الصورة الفوتوغرافية من كونها رسالة مباشرة للمتلقي، عبر لغة صامتة تشي بالكثير من المعاني التي يستخدمها المبدع بُغية مقصد يرومه، ويظهر ذلك عبر تنوعاتها الدلالية التي يقف المتلقي أمام بعضها مشدوهًا يراها انعكاسًا مرآتيًا للمسكوت عنه داخله، وبعضها الآخر يتغيّا جذبه للوقوع في كمين شراء السلعة المعروضة، وبعضها يوثق زوايا الأماكن ورسوم الأمم الفائتة خالقًا مسارًا لخيط المعرفة لا يكتمل إلا بإضافة بيانات، وبعضها الآخر ينقل المآسي ليكشف للمتلقي الجانب المظلم للتاريخ في محاولة لربط المتلقي بماضيه.

تتناول الدراسة جماليات الصورة الفوتوغرافية وتعالقها مع النص الرحلي، موسومة بـــ: اشتغالات الصورة الفوتوغرافية في رحلة إلى قصر الحمراء للبتنوني (مقاربة سيميائية تأويلية)، موضحة ما ينطوي عليه النص والصورة من توثيق تاريخي بفتح نافذة على إرث مشترك بين المبدع والمتلقي، متمثلًا في قصر الحمراء عبر مقاربة سيميائية تأويلية تروم الكشف عن الأثر الجمالي الذي يمتد إلى كثير من التأويلات الممكنة، ومن هنا تأطرت مشكلة الدراسة في محاولة استظهار اشتغالات الصورة الفوتوغرافية وتعالقها مع النص في رحلة تُعدّ من أوائل الرحلات العربية التي وُثِّقت بالصورة الفوتوغرافية، متميزة عن غيرها من النصوص الرحلية بالوصف والتصوير. تهدف الدراسة إلى استنطاق جماليات الصورة في الرحلة، عبر الكشف عما قالته الصورة ولم يقله النص، وما قاله النص ولم تقله الصورة، وما قاله النص وقالته الصورة، منبثقة من السؤال الرئيس: ما جماليات اشتغال الصورة الفوتوغرافية في الرحلة؟ وتفرعت منه أسئلة عدّة بمنزلة محاور للدراسة، وتبرز أهمية الدراسة بالوقوف على المنعطفات الجمالية بتأويل الدلالات لاشتغالات الصورة الفوتوغرافية والنص.

ودعت غايات الدراسة الوقوف وأسئلتها أن تشمل على مستخلص، ثم مقدمة ومفاتيح للدراسة تعرض فيها لعلم السيميائية، والسيميائية التأويلية وماهية الصورة الفوتوغرافية، وطرائق اشتغالها وقراءتها، تلتها محاور الدراسة، الأول: ما قالته الصورة ولم يقله النص. ثم المحور الثاني: ما قاله النص ولم تقله الصورة. والمحور الثالث: ما قالته الصورة وقاله النص، ثم الخاتمة وفيها نتائج البحث ومنها: ظهرت جماليات تعالق الصورة والسرد في منعطفات الرحلة؛ حيث جاءت الصورة الفوتوغرافية تأكيدًا وميثاقًا على الجانب الوصفي الذي يروم السارد المصور إيصاله للمتلقي.

أولًا: مفاتيح الدراسة

● علم السيميائية/ السيميائية التأويلية:

ظهر حقل السيميائية في بدايات القرن العشرين، منبثقًا من جهود اللغوي دو سوسير، وأصبح منهجًا نقديًا له أسسه وقواعده يدرس الفنون والآداب عبر العلامة، والأيقونة، والرموز، والدال والمدلول، وتعددت مدارسه، ومنها: السيميائية السردية عند غريماس وتلميذه جوزيف كورتيس، والسيميائيات البصرية وخاصة الصورة الفوتوغرافية والإشهارية عند رولان بارت، وتأويل المعنى الذي تبثه السيميائية عند إمبرتو إيكو وبورس، وسيميائيات المسرح، وسيميائية اللغة المحكية وغيرها الكثير، فتدرس كل شيء انطلاقًا من الإيماءة الصامتة وصولًا إلى الصورة المتحركة.

يرتبط البشر منذ الأزل بالعلامة والترميز، وهذا مجال اختصاص السيميائية وتكوينها الأوّليّ، فهي علم العلامات الذي يستخرج المعاني بواسطة السيميوز [1]وآلياته "باعتباره الوعاء الذي تصب فيه السلوكيات الإنسانية" [2]،[3] كونها "مستودع لعدد هائل من الوحدات الثقافية القابلة للتحقق، ضمن سياقات متنوعة" ، بمعنى أنها تشمل النسق اللساني وغيره، لأن الوظيفة "الخاصة بالبنيات السميوطيقية التي نسميها بألسنة التواصل لا تختص بالألسنة، وإنما توجد أيضًا في البنيات السيميوطيقية التي تشكلها الأنواع السننية غير اللسانية" [4]، ما يشير إلى تعددية السيميائية، وبالتالي "تتشعب مساراتها، وتتعقد شبكتها ويكبر حجم التأويل، ويزداد كثافة" [5]، خاصة فيما يتعلق بالأنساق البصرية التي يتأتى الكشف عن العلامة ومعانيها المتشعبة، بالنظر إلى التوزيع القائم على: الدال- المدلول- المرجع.

image

ترتبط السيميائية التأويلية بواضعها الأول بورس، إذ تناول العلامة وطرق صياغتها وتداولها بوصفها نشاطًا إنسانيًا، تمثل أرضًا منتجة للعلامة ومستهلكة لها؛ ومن هنا تتأتى أهميتها التي لا تكشف فقط عن العلامة بل تأخذ في تأويلها وفق سياقها وثقافتها؛ ذاك أنها تُعدّ مساعدًا في بناء وعي الإنسان وإدراكه، لذا تأخذ العلامة على عاتقها إضافة معرفة جديدة للمعرفة الآنية والمستقبلية في دورة دائمة، فكل علامة تؤدي معرفة وتقود إلى معرفة جديدة وهكذا، ولا يتأتى ذلك إلا بالتأويل الذي يقف على العلاقات القائمة بين العلامات، وبالتالي فكل فعل تأويلي قادر على توليد علامات جديدة، أما عن مصدر العلامة فإن "مبدأ الثلاثية هو الذي يحكم إنتاج المعرفة وتداولها"[6] وفق خطاطة بورس: الماثول- الموضوع-المؤول [7]، وعلى ما سبق فالتأويل يبسط رؤاه في جناح السيميائية بواسطة الاستدلال على المعنى بما توحيه إليه العلامات الموجودة في النص وصفًا وتصويرًا، تستند إلى الشيفرات اللغوية، وأسلوبية التصوير الفوتوغرافي.

● ماهية الصورة الفوتوغرافية وطرائق اشتغالها:
تقوم علاقة الإنسان بالصورة منذ محاولاته الأولى لإيداع جزء منه في العالم، وظهر ذلك ابتداءً بالنقش على الأحجار كوثيقة رسمية تحيل إلى وجوده "مرّ من هنا" ومحملة بالرمزية؛ لأنها لا تكشف فقط عن المرسوم المصور أو التمثيل الصادق للتجربة، بل تكشف أيضًا عن المتواري منها المتلبس بالقلق والخوف. ثم انتقلت آليات التصوير إلى مرحلة متقدمة مع اختراع آلة الكاميرا، وتنوعت مجالات التصوير ما بين فوتوغرافي، وإشهاري، وكاريكاتيري، وسينمائي، وكل له آلياته الخاصة، وللقوة الدلالية للصورة الفوتوغرافية وظفها المبدعون في أعمالهم الأدبية، ومن أوائل من وظف الصورة في أدب الرحلة البتنوني [8]، فأصبحت نصًا موازيًا للنص الرحلي المكتوب، تنطوي على كثير من المعاني، وتختزل نصوصًا قد تُكتب في صفحات طِوال، ومن هنا تظهر بلاغة الصورة الفوتوغرافية واتساع تأويلاتها كما سيظهر بالتحليل عمّا قالته الصورة ولم يستطع النص قوله، والعكس أيضًا.

تأتي معاني الصورة في معاجم العربية في إطار دِلالات منها: الهيئة والصفة والتوهم والشكل والتمثال [9]، وبالتالي تصبح محاكاة علاماتية أيقونية، بمعنى أن توظيفها واختيار زواياها لا يأتي اعتباطًا، فالصورة "شيء آخر غير استنساخ حرفي لواقع مرئي لا مراء فيه" [10]، يقود هذا الوَسْم إلى فكرة اشتغال السيميائية بالدلالات ومعانيها دون الظاهر السطحي على النص أو الصورة، فاختيار المبدع للصورة "لا يكمن فقط في انتقاء ما يجب أن يكون مرئيًا، بل أيضًا في ما يجب ألا يُرى" [11]، في المقابل يوجد تعريف يقف أمام التعريفين السابقة بالمعارضة، لكنه يتفق في كون الصورة الفوتوغرافية مصنعًا لإنتاج الدلالات الإيحائية التي يجعلها بارت شاهدًا دلاليًا تاريخيًا وثقافيًا، ويسميها: "مدلولات رمزية" [12]، فالصورة الفوتوغرافية عنده "خطاب متكامل غير قابل للتجزئة، إنها تمثل الواقع لكنها تقلصه من حيث الحجم والزاوية واللون، دون أن تحوله أو تبدله"[13] ، يقود تعريف بارت إلى اتكاء الصورة الفوتوغرافية على الواقع و لا يُكشف عنها إلا بالدلالات الرمزية التي تحويها الصورة الملتقطة؛ لأن "الفوتوغرافيا نسق سيميائي مكوّن من دال ومدلول وعلاقة تجمعها تشكل العلامة الفوتوغرافية"[14] وبالتالي ترتبط التعريفات السابقة في المنعطف المتعلق باشتغال الصورة الفوتوغرافية على الدلالات، التي تولّد العديد من المعاني عبر العلاقة التي تجمع بين الدال والمدلول، فالوقائع البصرية تشكل علامات وليدة من "لغة مسننة محكومة بطبيعة ثقافية" [15]، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المعطيات الظاهرة للصورة لا تعني واقعًا بمعنى أن الصورة قد تجتزئ كثيرًا من الحدث، فتخلق واقعًا غير الواقع الذي التقطت منه اللقطة، بمعنى أن فضاء الصورة لا يكون بالضرورة فضاءً معبرًا عن الواقع الذي قُيّدت فيه الصورة، "فإذا كانت الصورة تشير إلى وجود تشابه بينها وبين ما تحيل عليه أو ما تمثله، فإن هذا التشابه لا علاقة له بإنتاج الدلالة، ولا دور له في وجودها" [16].

● قراءة الصورة الفوتوغرافية:
تُقرأ الصورة الفوتوغرافية وفق آليات خاصة، بحسب طرائق التحليل الشبكية لها مثل: شبكة مارتين جولي، وشبكة جيرفيرو وتعتمدان على منهجية بارت في التحليل للصورة الإشهارية، إلا أن الورقة ستقف على ما نقله بلعابد[17] في محاولة لقراءة الصورة وفق ثلاث آليات:

أ- طبيعة الصورة، بمعنى الوصف الموضوعي، أي: ما نراه في الصورة. "تستند الصورة في هذه الآلية من القراءة على أمرين: أولهما المعطيات التي يوفرها التمثيل الأيقوني لإنتاج معانيها، كإنتاج بصري لموجودات طبيعية تامة (وجوه– أجسام– حيوانات– أشياء من الطبيعة...)، وثانيهما: معطيات من طبيعة أخرى، أي: تستند إلى عناصر ليست من الطبيعة ولا من الكائنات التي تؤثث الطبيعة، ويُطلق عليها التمثيل التشكيلي للحالات الإنسانية أي: العلامة التشكيلية (الأشكال– الخطوط– الألوان– التركيب ...)" [18]، وبالتالي تُعدّ مشاهدة سطحية للظاهر غايتها تحديد طبيعة ونوع الصورة، وتفنيدها للقراءة والتأويل.

ب- مكونات الصورة، بمعنى السياق الذي وُضعت فيه الصورة، أي: ما يجعل المتلقي يتعرف عليها، وفق مكوناتها وهي:

١- التنظيم المجمل للصورة، بمعنى أن العين تستقبل الصورة إجمالًا، ومن ثم تمسحها وفق الإطار الذي وضعت فيه، ثم يأتي التركيز بعد ذلك كخطوة ثانية للقراءة واستخراج الدلالات.

٢- المنظور، ميز الدارسون بين معنيين للمنظورية، أولهما: المعنى الواسع، أي العلم الذي يحوي تمثيل الموضوعات على سطح تتطابق فيه الصورة مع ما تراه العين، مع التنبه لعنصر المسافة، وثانيهما: المعنى الضيق، أي العلم الذي يحوي تمثيل موضوعات عدّة مع تمثيل للجزء المكاني الذي توجد فيه الموضوعات .[19]

٣- الإطار، بمعنى أن يتناسب الإطار وينسجم مع موضوع الصورة، وله أنواع عدّة، وهي: الإطار العام أو المجمل[20] - الإطار العرضي[21] - الرؤية من القدم حتى ملء الإطار[22] - [24]الإطار المتوسط - الإطار الكبير - الإطار الأكبر [25]. ٤- زاوية النظر، بمعنى الزاوية التي تربط بين عين المتلقي وبين الموضوع، وبالتالي تتعدد زوايا النظر إلى الموضوع، فكل متلقٍ ينظر من زاوية مختلفة عن غيره، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المبدع الذي صوّر اللقطة له زاويته الخاصة؛ لذا من الضروري أن يعرف المحلل الزاوية التي سينظر منها إلى الموضوع. ٥- الإضاءة، تُعدّ الإضاءة عنصرًا مثيرًا للانتباه في الصورة، إذ تقوم الإضاءة بمنح الصورة قيمتها وجمالياتها، وتختلف دلالات الصورة حسب الإضاءة؛ لذا كان لها أنماط منها: إضاءة آتية من الأمام، وإضاءة آتية من العمق، وإضاءة معاكسة للنهار، وغيرها [26].

٦- الألوان، تُعدّ الألوان من العناصر التي لها دلالاتها في الصورة، وإدراك دلالة الألوان مرتبط "بالإدراك الثقافي"[27] ؛ ذاك أن الألوان في الثقافات تتموضع وفق معانٍ مختلفة عن غيرها. وفي النص -محل الدراسة- جاءت الصورة بلونين الأسود والأبيض؛ لكونها التقطت قبل تطور آلات التصوير، لذا لن يُتطرق إلى دِلالة الألوان في التحليل.

ج- تأويل الصورة، بعد النظر في طبيعة الصورة ومكوناتها، يأتي تأويل الصورة أهم المراحل لقراءة الصورة ذاك أنه يقرأها قراءة عميقة، تتجاوز المرحلة الوصفية التي تقوم بها الآليتين السابقتين، ويتعامل مع خطاب الصورة "بأنه مجال للصراع بين المواقف والرغبات، وبين النزوع والتبرير"[28] ، فكل صورة عبارة عن علامات قابلة للتأويل، وبالتالي قابلة لتعدد الدِلالات الممكنة التي "تعتمد على منظومة ثلاثية من العلاقات بين مادة التعبير وأشكاله ومضمونه" [29].

ثانيًا: اشتغالات الصورة الفوتوغرافية في النص الرحلي

تُعدّ رحلة البتنوني من أوائل الرحلات التي وُثِّقت بالصورة الفوتوغرافية، وجاءت نصًا متوازيًا جنبًا إلى جنب مع النص السردي الذي يأخذ فيه المبدع دور السارد، ودور المصور للرحلة.

المحور الأول/ ما قالته الصورة ولم يقله النص:
تأتي الصورة (عشر صور) في رحلة الحمراء ميثاقًا يكشف عددًا من المعاني والدلالات، مركزة على جوانب معينة في قصر الحمراء وفق لقطات خارجية وداخلية، لا تتجاوز الآتي: منظر قاعة الحكم- ومنظر عام لحوش السباع في قصر الحمراء- أحد مناظر حوش السباع في قصر الحمراء (صورتين في موضعين مختلفين، وبزاويتين مختلفتين)- المنظر الداخلي لمسجد الحمراء- قاعة السفراء المشهورة بقاعة السفراء بالحمراء- أحد مناظر حوش السباع بالحمراء من جهة قاعة الحكم- منظر قاعة الحكم من جهة السباع- قصر جنراليف- وِجْهَةُ المسجد الخارجي.

يأتي مسار الصور في السرد الرحلي دائريًا مركّزًا على:
- قاعة الحكم من الخارج
- حوش السباع من زوايا عدّة

image

يركّز المصور في سرد الرحلة بالصورة على زوايا معينة محدّدة، وفق زاويتين للصورة: زاوية عريضة وهي من الزوايا النادرة جدًا في تصويره، وزاوية طولية وهي الأكثر، كما يستخدم تقنية التقريب في التصوير كثيرًا؛ مما يشي بالحنين ويكشف عن قرب العهد بالأندلس، ففضاء الصور محكوم بالإطار، وبالتالي لا تقول الصورة إلا ما كان داخل هذا الفضاء، ومن أبرز المنعطفات لاشتغال الصورة في النص الرحلي، صورة المسجد من الداخل، وقد جاءت بفضاء عازل لبقية المسجد، فاللقطة جاءت طولية، تركز على المحراب، وجزء من الأرضية والنافذة في الجانب الأيسر منها، وجزء من الفن المعماري أعلى المحراب في الجهتين الأمامية والغربية، تحيل هذه الصورة إلى رمزية المحراب المرتبطة بالإمامة وبالإسلام وبالتالي وحدة الصف، فكأنها ومضة تذكيرية أراد المصور بإدراك تام أن ينقلها للمتلقي، دون أن يعرض لها في النص السردي، ما جعلها تقوم بوظيفة تأثيرية، فهي وإن كانت تنقل واقعًا ثابتًا، إلا أنها دومًا تُعدّ "عملية فكرية"[30] ، تتسرب منها الدِلالات المختلفة؛ لتؤكد على ما لم تستطع اللغة صوغه في قالب ثابت.

تظهر آليات اشتغال الصورة الفوتوغرافية في النص الرحلي في منعطف آخر، وذلك في صورة لغرناطة جاءت سابقة للنص وللعنوان في صفحة مُفردة، وُظّف فيها الزاوية العريضة التي أظهرت جانب غرناطة العام، وفق فضاء معين اختاره المصور بعناية مركّزة للتوثيق المعرفي الذي يجعل المتلقي يستحضر الأمجاد والطبيعة الغنّاءة، فجاءت الصورة البعيدة لتعطي مساحة شاسعة للعين، تستحضر ساكنيها عبر وسيط المرجعية الثقافية التي يحملها المتلقي، مرتبطة بالإرث الإسلامي، وبالتالي استطاعت الاحتواء لفضاء الأحداث المتعلقة بالتاريخ، ما جعلها نافذة شاهدة على الماضي من جهة، ومن جهة أخرى قد تُعطي تأويلًا ببعد الإرث الإسلامي عن أهله وبعدهم عنه فيختزل المصوّر زمن حضاري كامل داخل إطار يُلبسه لبوس الواقع. تختلف تجليات الصورة واشتغالاتها في النص "بأن الأخير متوالية من الكلمات، ينظمها خط متطور في الزمان، حسب نظام من التعاقب أو التتالي، أما الصورة فهي قبل كل شيء مساحة أو فضاء، تُعطى كليًا ودفعة واحدة بالتزامن لا بالتعاقب، للنص بداية ونهاية، أما للصورة إطار"[31] ؛ ولذا كل ما فيها دِلالات، فالصورة لا تنتج دِلالاتها بنفس الطريقة التي ينتج بها النص السردي دِلالاته، وأول دِلالة لتوظيف الصورة الماضية أنها جاءت افتتاحية تشي بأن جانبًا من غرناطة لن يكون ظاهرًا إلا وفق إطار الصورة فقط.

وعودًا إلى مسار التصوير الذي اتبعه المصور في خطاب الرحلة المتكرر، والمركّز لأمكنة معينة بزوايا متعددة تحيل إلى رغبة في التوثيق والاحتفاء بالحضارة الأندلسية من جهة، والحنين إلى ماضٍ انتهى من جهة أخرى، خاصة أن جهة حوش السباع التي ركّز عليها بالتصوير تُعدّ عجيبة من العجائب التي يقصدها السائحون، فقامت هنا بدِلالة خاصة بها وفق "ما تبيحه طبيعة علاقاتها مع الزمن"[32] الذي حاول المصور تقييده بطريقة لم يستطع السارد توظيفها، وبالتالي جاء فضاء الصورة واصفًا لما عجزت اللغة عنه، وكأنها بذلك تأخذ على عاتقها الحجة والبرهان والتأريخ للماضي.

image

المحور الثاني/ ما قاله النص ولم تقله الصورة:
يتميز النص الرحلي بأنه يحمل بين طياته الكثير من المعارف والعلوم والأخبار والنقولات، ويُعدّ من "أهم فنون الأدب العربي، لأنه خير رد على التهمة التي طالما اتهم بها هذا الأدب، وهي تهمة قصوره في فن القصة"[33] ؛ لذا وُضعت اشتراطات لكتابة الرحلة توضح "أن الإثارة في الرحلة متأتية من الوصف الطريف للواقع، السرد الفني للمغامرة الإنسانية، والعواطف المحركة للبشر، ونابعة من أنواع الشخصيات التي تبرزها، بحيث تبدو للقارئ متوافقة في كثير من نزعاتها، ومتفاوتة في جوانب أخرى ليحتفظ كل منها بميزاته الفردية"[34] تقود هذه الاشتراطات إلى تعريف الرحلة، فهي "النص المستقل في شكله، له مرجعيتان تحكمان بناءه: المرجعية الثيميائية المرتبطة بتجربة واقعية أو ذهنية متحولة من تذكرات إلى موضوع للرحلة، والمرجعية النصية المتصلة بالسرد الأدبي القريب من نفس الحكاية الشعبية والصياغات التاريخية والتوصيفات الجغرافية"[35] ، وفي الرحلة -موضع الدراسة- جاء النص مستقلًا بالوصف الدقيق، قائمًا بذاته، ما جعل السارد يكتفي به دون أن يوثق ذلك بالصورة الفوتوغرافية.

عُنونت الرحلة بالرسالة الخامسة من إشبيلية إلى غرناطة، ولم يذكر المؤلف تأكيدًا أن رحلته إلى الحمراء، إلا أن توثيقه للرحلة بالصورة الفوتوغرافية كان مختصًا بقصر الحمراء فقط دون غيره من مناطق غرناطة، ما أدى إلى بحبوحة في السرد عبر توظيف تقنية الوصف لغرناطة، وخلقت عالمًا خاصًا باشتغالات السرد فقال ما لم تقله الصورة، ويظهر ذلك منذ بداية الحديث عن الرحلة، إذ يصف السارد وصفًا دقيقًا لأنواع الزروع في طريقه من إشبيليا إلى غرناطة، ثم يُرْدِف هذا الوصف الدقيق بالحديث عن مشقة السفر كون القطار مهترئ وقديم، ما يجعل الرحلة تأخذ عشر ساعات ينعدم فيها الأكل، ويتابع الوصف الدقيق السردي في ذكر المناطق التي مر بها القطار قبل وصوله إلى غرناطة حتى يقول: " وما زلنا سائرين حتى إذا كنا على بعد ساعة من غرناطة، ابتدأت الزراعة تكسو أرض الوادي كله، وبدأت جداول الماء تظهر بكثرة بعضها مبني وبعضها محفور ولا تقع العين إلا على مروج ناضرة..... إلى أن يصل بقوله: وفي الساعة الثامنة مساءً وصل القطار إلى غرناطة" [36] .

يتخذ السرد في خطاب الرحلة فضاءً شاسعًا يمكنه من إدراج بيانات جغرافية تشكل خلفية معرفية للمتلقي في ذكر السارد لحصون غرناطة، وأبراجها، ووديانها، وأنهارها، وأبنيتها، وشوارعها، ثم يظهر صوت الرحالة الناقد في نقده لشوارعها المتسخة، وبعد الاستطراد في الوصف يخاتل السارد المتلقي بقوله: "وبالجملة ليس فيها ما هو جدير بأن أحدثك عنه[37] " تظهر لغة السارد هنا شيئًا من عدم الحيادية والذبذبة، إذ يُتبع ذلك مباشرة بتوظيف تقنية سردية وهي الاسترجاع وذلك باسترجاع ماضي الأندلس؛ ما يجعل نص الرحلة يصطبغ بصبغة تاريخية وثائقية، فيذكر حالة قاطنيها أيام بني الأحمر، ويوظّف أبيات للخطيب واصفة لجمال الطبيعة، يُلحظُ أن السارد يصمت عن وصف جهات غرناطة إلا ما يتعلق بجانب الإرث الحضاري، ما يجعل المتلقي يقف أمام فكرة أيديولوجية النص الرحلي التي أبداها وصف السارد خاصة فيما يتعلق بالجانب العربي في غرناطة.

جاء الوصف السابق الدقيق من أبرز المنعطفات التي قالها النص ولم توثقها الصورة، خاصة عند ذكره سكك القطار المهترئة وغير ذلك من أمور متعلقة بمظاهر المدينة، فوظّف الوصف للتركيز على الأندلس القديمة ليوثق التاريخ القديم فقط دون غيره؛ ما يشير إلى أن النص أكثر انفتاحًا على الماضي بتوظيف الوصف، ولعله يشي بمقارنة خفية عما كان عليه الأسلاف من تقدم، أمام بعض مظاهر التخلف في عصر الحضارة والتقدم.

من المنعطفات التي وُظّفت في السرد دون الصورة، وصف السارد للأبراج، مثل: برج فالا، وحوش الرياحين، ووصف القصبة التي وُضعت عليها الأجراس، ووصف جنة العريف دون التقاط صورة كاملة عنه، وإنما جاءت لقطة بإطار اقتص كثيرًا مما يُحيط بالقصر الموصوف، ولعل الاكتفاء بالسرد دون التصوير في مواضع كثيرة يعود لرؤية السارد المصور وعلاقته بالمكان، إذ يريد أن يوثق صورة يرتضي أن يراها المتلقي دون غيرها من الصور الأخرى، فيلتقط بذلك مكامن الارتباط بينه وبين المتلقي.

image

المحور الثالث/ ما قاله النص والصورة:
يرتبط النص والصورة بفضاء يتعلق بصيرورة كل منهما، ويؤديان معًا وظيفة متكاملة عندما يتعالق النص مع الصورة، وذلك حين يأتي النص محمّلًا بالوصف، وتأتي الصورة توثيقًا لما ذُكر في النص، وقد برع البتنوني في ذلك؛ حيث يجعل المعنى قائمًا بين النص الذي يصف فيه المعلم وبين الصورة فيكشف عن حجة قوية توضح جمال الحضارة الإسلامية من جهة، وتوضح من جهة أخرى أن الوصف وإن كان مختزلًا، إلا أن الصورة تكشف عن هذه الجماليات، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يصف أحيانًا كثيرة مواطن للمكان لكنه حين التصوير لا يأتي عليها، وأبرز هذه الصور ما جاء من وصف للمسجد الخارجي في القصر، لكنه وصف موجز جدًا يذكر فيه أن المسجد "على صغره، غاية في الفخامة، ونقوشه في منتهى الجمال" [38] ، ثم يذكر من بنى القصر فقط. والناظر إلى الوصف تستوقفه طريقة العرض، إذ جاءت الصورة قبل الوصف بأربع صفحات في معرض حديثه عن غرناطة بشكل عام، قبل أن يبدأ بوصف الحمراء، ما يؤدي دِلالة القوّة التي قامت بها الصورة في البدء، بحيث يُمسك المتلقي خيط السرد ليصل إلى وصف المكان، إذ تختزل الصور كثيرًا من المعاني وتتميز بعلائق تشد المتلقي للنظر فيها وتأملها، فالصورة "وسيلة اتصالية تحقق لنا عمومية المعرفة، لأنها تخاطب أذهان القرّاء بمختلف مستوياتهم، فحتى تفهم مضمون صورة ما، ليس شرطًا أن تُحسن القراءة، أو تملك مستوى ثقافي معين"[39] ، لذا جاءت هذه الصورة مصافحة أولى للمتلقي في النص وعُنونت بــــ: وجهة المسجد الخارجي بالحمراء، وتظهر الصورة الفضاء المكاني بتفاصيله: الأرضية- المنتصف- السقف- السماء، تأتي الصورة مقربة جدًا من الواجهة بحيث تخلق جوًا من الحميمية وانصهار المتلقي دخل إطار الصورة إثر تقنية التقريب، ما يجعله يعيش التجربة وكأنه جزء من الصورة، ومع أن مسمى الصورة بوِجْهَة المسجد الخارجي، إلا أنها جاءت مختزلة مؤطرة، ما يحيل إلى الحنين الذي جعله يضع الصورة سابقًا بها زمن السرد الذي سيوظّف فيه الوصف للمكان، إيمانًا أن الصورة ثبات يخلق المشاعر، وتؤدي رسالتها للمتلقي كاملة.

image

في منعطف آخر يتعاضد فيه السرد والصورة ليقدما صورة تاريخية تأثيرية تظهر في حديثه عن حوش السباع، إذ ابتدأ الحديث بوصفه "أهم أثر عربي في إسبانيا[40] " ، ثم ذكر طوله وعرضه وأرضيته ونقوشه البديعة، وبرْكَتَه التي يحملها اثنا عشر سبعًا مصنوعة من الرخام الأزرق، ثم يعرض للصورة بعد أربع عشرة صفحة من حديثه عن قاعة الحكم والملك والحمامات ووصف يطول، ثم حديثًا أسْماه للعبرة والتاريخ يذكر فيه تاريخ بني الأحمر. بالنظر إلى الصورة السابقة الزاوية العريضة الكثير من الموضوعات المتعالقة في فضاء الصورة، أولها: العمق الذي استندت إليه الصورة موظفة إياه عبر "تكديس طبقات من المواد المتباينة بين ذات الإدراك الحسي الجمالي، وعمق الظلمة ما يوسع الحدود الداخلية للموضوع إلى ما لا نهاية"[41] إذ جاءت نافورة السباع في زاوية أقرب لليمين فلم تكن نقطة التركيز عليها، بقدر التركيز على صورة للمكان بإظهار أبعاده المعمارية، ويرتبط بالضوء والحياة المسلطة على فضاء المكان المتعلق بأهم أثر عربي، وخلفه الممرات المظلمة، وكأنها مقابلة بين الضوء والظلمة (اللون الأبيض– اللون الأسود)، بين العصور المشرقة التي كانت حية في أروقة المكان وممراته التي لا تخلو من حركة دؤوبة، وانقضائها بانسدال سواد الجانب المخزي من التاريخ عليها، فلم تُشرق شمس العزة مرة أخرى، وظلت تحيط بجزء يسير من ماضيها المتعلق بحوش السباع المضيء، لربما قامت الصورة هنا لإبقاء شيء مادي محسوس في عالم لا يؤمن إلا بما يراه واقعيًا!

image

في منعطف آخر يظهر وصف قاعة الاستقبال بقصر الحمراء متعالقًا مع الصورة، التي يستفيض فيها السارد فيذكر أضلاعها وارتفاع حوائطها بالقياس المتري، وذكر نوافذها الثلاث التي وثقها بالصورة، وقوله: "أكبر وأفخم قاعة في القصر"[42] ، لم تخرج الصورة هنا عن فضاء السرد بل جاءت نصًا توثيقيًا لما ذكره السارد، إذ "تقتضي الصورة علاقة تزامنية مع الفعل المنقول، فالمتلفظ يحدد ثقل الملفوظ، وبالتالي عندما يصل الفعل من خلال الصورة إلى نظر المشاهد يكون في الماضي بالضرورة"[43] ، وبالتالي فاللافت في الصور التي توثق الماضي من جهة وترتبط بالسرد الملفوظ الآني من جهة أخرى الاعتماد على تقريب الصورة، الذي يقوم بخلق عالم موازٍ بواسطة دلالات اللغة الوصفية، ودلالات اللغة البصرية في الصورة، ويصبح المتلقي إذ ذاك مشاركًا فعّالًا في الكشف عن دلالاتها العميقة، المرتبطة بالإرث المشترك بين السارد وبين المتلقي، إنها هنا ميثاقٌ لترسيخ حضارة فُقدت، ما يؤكد أن الصورة الفوتوغرافية في رحلة البتنوني "شهادة على رؤية معينة، ومن ثم فهي مشحونة بذاتية واضحة" [44]، كما أوضحته في النص الذي جاء مشحونًا بدلالات ذاتية متعاقدة معها.

الخاتمة

بعد تطواف في رحلة لإشبيلية وغرناطة، ركز فيها الكاتب والمصور على قصر الحمراء بالتقاط صور فوتوغرافية، قالت ما لم يقله النص مرات، وتعاضدت معه مرات أخر، خلُصت الدراسة إلى النتائج الآتية:

١- غياب الصورة في بعض المنعطفات يتأتى من غياب لماضٍ لم يستطع السارد المصور إحيائه عبر الصورة، ذاك أن الوصف في السرد لن تستطيع الصورة إظهاره.
٢- غياب السرد في بعض المنعطفات يعود إلى اختزال الصورة الفوتوغرافية المعاني بإيصالها للمتلقي خاصة وأن المشترك بين المبدع والمتلقي تاريخ، وثقافة، وحضارة.
٣- ظهرت جماليات تعالق الصورة والسرد في منعطفات الرحلة؛ حيث جاءت الصورة الفوتوغرافية تأكيدًا وميثاقًا على الجانب الوصفي الذي يروم السارد المصور إيصاله للمتلقي.


    المصادر و المراجع
    المصادر:
    البتنوني، محمد، (د:ت)، رحلة الأندلس، ط٢ مصر: مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية.

    المراجع:
    1- الأحمر، فيصل، (٢٠١٠م)، معجم السيميائيات، الجزائر: منشورات الاختلاف.
    ٢- أومون، جاك، (٢٠١٣م)، الصورة، ت: ريتا الخوري، لبنان: المنظمة العربية للترجمة.
    ٣- بلعابد، عبد الحق، سيميائيات الصورة بين آليات القراءة وفتوحات التأويل، (الشاملة الذهبية).
    ٤- بنكراد، سعيد، (٢٠٠٥م)، السيميائيات والتأويل، مدخل لسيميائيات ش.س. بورس، الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.
    ٥- بنكراد، سعيد، (٢٠١٩م)، السيميائيات، مفاهيمهما وتطبيقاتها، ط٢، الرباط: دار الأمان.
    ٦- ثاني، قدور، (د:ت)، سيميائية الصورة مغامرة سيميائية في أشهر الإرساليات البصرية في العالم، وهران: دار الغرب للنشر والتوزيع.
    ٧- حليفي، شعيب، (2002م)، الرحلة في الأدب العربي، مصر: الهيئة العامة لقصور الثقافة.
    ٨- الزركلي، (٢٠٠٢م)، الأعلام، ط١٥، بيروت: دار العلم للملايين.
    ٩- ضيف، شوقي، (د:ت)، الرحلات، ط٤، القاهرة: دار المعارف.
    ١٠- عبد النور، جبور، (1984م)، المعجم الأدبي، ط٢، بيروت: دار العلم للملايين.
    ١١- غوتتي، غي، (٢٠١٢م)، الصورة المكونات والتأويل، ت: سعيد بنكراد، الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.
    ١٢- فضل، صلاح، (٢٠١٤م)، قراءة الصورة وصور القراءة، مصر: رؤية.
    ١٣- فونتاني، جاك، (٢٠٠٣م)، سيمياء المرئي، ت: علي أسعد، سوريا: دار الحوار.
    ١٤- مبارك، حنون، (١٩٨٧م)، دروس في السيميائيات، المغرب: دار توبقال.
    ١٥- معزوز، عبد العالي، (٢٠١٤م)، فلسفة الصورة، الصورة بين الفن والتواصل، الدار البيضاء: إفريقيا الشرق.
    ١٦- ابن منظور، (١٤١٤ه)، لسان العرب، ط٣، بيروت: دار صادر.

    الدراسات المحكمة والأوراق العلمية:
    ١- شاوش، جمال، الصورة والتواصل وإشكالية التأويل.
    ٢- غرافي، محمد، (٢٠٠٢م)، قراءة في سيميولوجيا البصرية، عالم الفكر، مج٣١، ع١، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ص (٢٢١-٢٤٩).
    ٣- كمال، عبد الرحيم، (٢٠٠١م)، سميولوجيا الصورة الفوتوغرافية: بارث أنموذجًا، مجلة علامات، ع١٦، المغرب: سعيد بنكراد. ص (٩٦-١٠١).

    المواقع الإلكترونية:
    جمال، أردلان، المنظورية والتمثل: مقاربة فلسفية لمفاهيم المكان والرؤية في فن الرسم، https://hekmah.org/ المنظورية-والتمثل-الرسم، وُقف عليه بتاريخ: ١٥ -٥-

  • [1] السيميوز: هي ما تحويه لحظة الإحالة على الضمني والمحتمل والكامن، فلا يمكن البحث عن المعنى خارج العلامات، ولا يمكن التفكير دون علامات؛ لأنها لا متناهية، وبالتالي تعد سيرورة تقود إلى إنتاج دِلالة ما، لا تحيل إلى موضوع فحسب، بل تكشف عن معرفة جديدة تخص هذا الموضوع. يُنظر: سعيد بنكراد، السيميائيات والتأويل، مدخل لسيميائيات ش.س. بورس، (الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 2005م)، ص:30 – 31- 33 – 75.
  • [2] سعيد بنكراد، السيميائيات، مفاهيمهما وتطبيقاتها، ط٢، (الرباط، دار الأمان، ٢٠١٩م)، ص: ٦.
  • [3] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص: ٣٨.
  • [4] حنون مبارك، دروس في السيميائيات، (المغرب، دار توبقال، 1987م)، ص: 72.
  • [5] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص: ٣٦.
  • [6] السيميائيات والتأويل، مدخل لسيميائيات بورس، مرجع سابق، ص: ٣٦.
  • [7] للاستزادة: يتناولها بورس في كتابه بكثير من التحليل والإيضاح ما يتعلق بالنظر إلى العلاقات بينها نظرة أولية وثانية وثالثة، في الفصل الثاني من كتابه. (المرجع السابق، ص: ١٠٧).
  • [8] محمد لبيب البتنوني، فاضل مصري، له اشتغال بالأدب والتاريخ ومن كتبه : رحلة إلى الأندلس، ورحلة الصيف إلى أوروبا.... وغير ذلك. (الزركلي، الأعلام، ط١٥، (دار العلم للملايين، ٢٠٠٢م)، ج٧، ص: ١٥.
  • [9] ابن منظور، لسان العرب، ط٣، (بيروت، دار صادر، ١٤١٤ه)، ج: ٤، ص: ٤٧٣.
  • [10] غي غوتيي، الصورة المكونات والتأويل، ت:سعيد بنكراد، (الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، ٢٠١٢م)، ص: ٨.
  • [11] الصورة المكونات والتأويل، مرجع سابق، ص: ٤٥.
  • [12] فيصل الأحمر، معجم السيميائيات، (الجزائر، منشورات الاختلاف، ٢٠١٠م)، ص: ١٢١.
  • [13] معجم السيميائيات، مرجع سابق، ص: ١٢٠-١٢١.
  • [14] يُنظر: عبد الرحيم كمال، سميولوجيا الصورة الفوتوغرافية: بارث أنموذجًا، مجلة علامات، ع١٦، (المغرب، سعيد بنكراد، ٢٠٠١م)، ص: ٩٧.
  • [15] يُنظر بتصرف: السميائية مفاهميها وتطبيقاتها، مرجع سابق، من ص ٩١ إلى ٩٤.
  • [16] السيميائية مفاهيميها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص: ٩٥.
  • [17] يُنظر بتصرف وإضافة من الباحثة: عبد الحق بلعابد، سيميائيات الصورة بين آليات القراءة وفتوحات التأويل، (الشاملة الذهبية)، من ص: ٩ إلى ص: ١١.
  • [18] يُنظر بتصرف: السميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص: ١٠٥.
  • [19] يُنظر بتصرف: أردلان جمال، المنظورية والتمثل: مقاربة فلسفية لمفاهيم المكان والرؤية في فن الرسم، https://hekmah.org/ المنظورية-والتمثل-الرسم، وُقف عليه بتاريخ: ١٥ – ٥ - ١٤٤٦هـ.
  • [20] يُقصد به الإطار الذي يعانق مجمل الحقل المرئي. (سيميائيات الصورة، مرجع سابق، ص: ١٠).
  • [21] يُقصد به الإطار الذي يقدم الديكور بحيث نستطيع فصل الشخصيات أو الموضوعات. (المرجع السابق، ص: ١٠).
  • [22] يُقصد به إطار الرؤية التي تقدم الشخص كاملًا أو الموضوع الموجودة في الإطار كاملًا. (المرجع السابق، ص: ١٠).
  • [23] يُقصد به الإطار الذي يقدم صورة نصفية. (المرجع السابق، ص: ١٠).
  • [24] يُقصد به الإطار الذي يركز على الوجه أو الموضوع. (المرجع السابق، ص: ١٠).
  • [25] يُقصد به الإطار الذي يركز على تفصيل الموضوعات الموجودة. (المرجع السابق، ص: ١٠).
  • [26] يُنظر بتصرف وإضافة من الباحثة: سيميائيات الصورة بين آليات القراءة وفتوحات التأويل، مرجع سابق، ص:١٠-١١.
  • [27] السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، مرجع سابق، ص: ١٢٠.
  • [28] جمال شاوش، الصورة والتواصل وإشكالية التأويل، ص: ٦.
  • [29] صلاح فضل، قراءة الصورة وصور القراءة، (مصر، رؤية، ٢٠١٤م)، ص: ٩.
  • [30] جاك أومون، الصورة، ت: ريتا الخوري، (لبنان، المنظمة العربية للترجمة، ٢٠١٣م)، ص: ٢١٥.
  • [31] عبد العالي معزوز، فلسفة الصورة، الصورة بين الفن والتواصل، (الدار البيضاء، إفريقيا الشرق، ٢٠١٤م)، ص: ١٥٢.
  • [32] يُنظر: الصورة، المكونات والتأويل، مرجع سابق، ص:٩٥.
  • [33] شوقي ضيف، الرحلات، ط٤، (القاهرة: دار المعارف، د:ت )، ص: ٧.
  • [34] جبور عبد النور، المعجم الأدبي، ط٢، (بيروت: دار العلم للملايين، ١٩٨٤م)، ص: ١٢٢.
  • [35] شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي، (مصر: الهيئة العامة لقصور الثقافة، ٢٠٠٢م)، ص: ١١١.
  • [36] محمد البتنوني، رحلة الأندلس، ط٢، (مصر، مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية، د:ت)، ص: ٩٤- ٩٥.
  • [37] رحلة الأندلس، مصدر سابق، ص: ٩٦.
  • [38] البتنوني، مصدر سابق، ص: ٩٩.
  • [39] يُنظر: قدور ثاني، سيميائية الصورة مغامرة سيميائية في أشهر الإرساليات البصرية في العالم، (وهران، دار الغرب للنشر والتوزيع، د:ت)، ص: ١٩٢-١٩٣.
  • [40] البتنوني، مصدر سابق، ص: ١٠٠.
  • [41] يُنظر: جاك فونتاني، سيمياء المرئي، ت: علي أسعد، (سوريا، دار الحوار، ٢٠٠٣م)، ص:٢٠١.
  • [42] البتنوني، مصدر سابق، ص: ١٠٤.
  • [43] يُنظر: الصورة المكونات والتأويل، مرجع سابق، ص: ٢٩٨.
  • [44] محمد غرافي، قراءة في سيميولوجيا البصرية، عالم الفكر، مج ٣١، ع١، (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ٢٠٠٢م)، ص: 227.