عمل آخر للفنان نُشر في العام نفسه يمكن أن يفسر لنا عمل الجزر.
بالعناصر والمقاسات نفسها، يظهر القمر بدرًا، سرير مليء بالتفاصيل الجميلة، زوج من المخدات، غطاء أبيض نظيف، والبرتقالة ذاتها تتمركز في الجزء الأيسر من السرير، مكان البرتقالة نفسه في عمل الجزر، غير أنها مكتملة الشكل، لامعة، مستديرة، غنية باللون، وكأنها تحاكي البدر في كماله وجماله.
وفي حال ربطنا العملين السابقين ببعضها، يمكن لنا أن نستشف المعنى من الفنان بوضوح.

تاريخ العمل: 1993م
اسم العمل: هي وأنا

أنامل تزينها طلاء أحمر تبدو لامرأة ناضجة، طفل تظهر عليه ملامح الشرود، ولون أزرق بارد وهادئ. من خلال اسم اللوحة يتبادر إلى ذهننا مباشرة أن المقصود بـ(هي) الأم، وخصوصًا عندما نربط الأيدي بعمر الطفل الوليد. أما البرتقالة في هذا العمل فكانت حاجبًا لعورة الطفل الشارد. لا يمكننا قراءة الرمزية في هذا العمل بوضوح دون ربطها بعمل طريق الأحلام المنتج في العام نفسه.

طريق الأحلام – تاريخ العمل 1993م

تعودنا دائمًا أن يكون الحبل السري هو الرابط الوحيد بين الأم وطفلها في فترة الحمل، لكن الفنان هنا لم يجعل الحبل السري بين جسدين، بل طريقًا للأحلام.
طفل صغير يتوسط اللوحة، عيناه شاخصتان للأعلى وكأنه يتأمل الكثير من التفاصيل، حبل سري بين طفل رضيع وبين الكثير من الأشياء سماها الفنان أحلامًا، والبرتقالة بجواره مقشرة من الأعلى.
العجيب أن الفنان سمى الحبل السري طريقًا، كل تلك التفاصيل أحلامًا، قفل، كرسي، زجاجة عطر، عجلة سيارة، نظارة..... هل كل هذه الأحلام كانت ما تفكر به أمه أم أنها أحلامه الخاصة؟
أما البرتقالة فتوحي بجرح الطفل الذي يتوجب علينا أن نجرحه في بداية حياته، لا لنجرحه، بل ليعيش.

تاريخ العمل: 1996م
اسم العمل: خطوات إلى الشط

هذا العمل مليء باللون. شاطئ، آثار مشي في رمال الشط لشخصين، بحر ساكن، وبرتقالة تتوسط السماء كأنها الشمس وقت الغروب، إذا أمعنا النظر سنجد الشاطئ عبارة عن خد امرأة، والخطوات دموع تلك العين أسفل البرتقالة، لا ملامح، لا شخوص، لا شيء غير البرتقالي يملأ اللوحة. الشمس -البرتقالة- تبدو غير آبهة بفيزياء الكون وحركة المجرة، تظهر بارزة على غير العادة في السماء، وكأنها كوكب ينتظر العاشقين حتى أجل غير مسمى.