ليان الرشيد
مستخلص
تسعى هذه المقالة النقدية إلى دراسة نماذج مختارة للنبذات التعريفية في الروايات العربية والإنجليزية، مع التركيز بصورة خاصة على استنباط عناصرها وأثرها في الوضوح والغموض من خلال مقارنة النبذات العربية بالنبذات الموجودة على نسخها المترجمة إلى الإنجليزية. تهدف هذه المقالة إلى دراسة أنماط وأساليب كتابة النبذات، وأثر استعمالاتها في القارئ المتلقي، ومقارنة الأساليب بالأساليب في النص الإنجليزي.
أسباب اختيار الموضوع
يبدو أن الكاتب العربي المعاصر يواجه مشكلة في كتابة النبذة التعريفية بعد نشر كتابه، وإتقان أساليبها من أساس نجاح الرواية في الوقت الحديث، فهي من أهم إستراتيجيات التسويق، خصوصًا في وقت يصارع الكاتب والناشر فيه النشر الأجنبي العالمي، وكثرة الوسائط التي تتنافس في مجال "رواية القصة" من أفلام ومسلسلات وغيرها من الوسائط المعاصرة. واختير هذا الموضوع لدراسة النبذة العربية، واختير منهجه لفهم طرق تطويرها من خلال مقارنة اختيارات الناشر العربي لأساليب التعريف عن الرواية باختيارات الناشر الإنجليزي، سعيًا إلى التقدم في فن كتابة النبذة في عالم النشر العربي.
أهمية الدراسة
يُعدّ البحث مهمًا للكاتب والناشر والقارئ والمترجم، فهو مهم للكاتب من ناحية أنه الكاتب الأول للرواية، وأشد الناس فهمًا لأحداثها ومقاصدها، وهو الذي يحدد مدى حاجة القارئ إلى الوضوح والغموض، ويشكل على أثره نبذة الكتاب، التي تشكل بدورها لبنة أساسية في استجابة القارئ تجاه الكتاب. وهو مهم للناشر؛ لأنه المسؤول بطبعه عن التسويق للكتاب ومدى انتشاره، كما أنه هو المسخّر والمسهّل الذي يربط الكاتب بالقراء، وبالتالي فهو يُعدّ أيضًا مرشدًا للكاتب، ومحكّمًا لنبذته. والموضوع مهم للقارئ؛ لأن عتبات النص هي جزء من تجربته القرائية، وفهمها هي من فهمه للرواية. وأخيرًا، البحث مهم للمترجم؛ لأنه يقارن بين عمل الكاتب وعمل المترجم، وأثر ذلك الاختلاف، وكيف يصغّر الفجوة الثقافية للقارئ الأجنبي، ويعوض ما يحتّم ضياعه في الترجمة.
منهجية الدراسة
اختيرت ثلاثة نماذج من روايات عربية فازت بجوائز أدبية، وجمعت نبذاتها التعريفية، والنبذات التعريفية في نسخها المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وترجمة النبذات الإنجليزية إلى اللغة العربية (لغرض توضيح محتواها للقارئ)، ثم استنباط العناصر من كلتا النبذتين، ثم مقارنتهما جنبًا إلى جنب واستحضار الفروقات ومواطن الشبه بينهما، وأثر الاختلافات في مقياس الوضوح والغموض.
منهج الدراسة
تستعين الدراسة بالمنهج الوصفي المقارن.
فرضية الدراسة
تفترض الدراسة أن كل نبذة لها مكانها على مقياس الوضوح والغموض، فالنبذات التي تشرح وتفسر عناصرًا أكثر من موضوعات وجوانب الرواية تميل إلى كفّة الوضوح، والنبذات التي تفضّل أن تبقى موضوعات الرواية وجوانبها مخفيّة عن القارئ تميل إلى كفة الغموض.
ويفترض أن القارئ العربي لا يختلف اختلافًا كبيرًا عن القارئ الإنجليزي، وأن ما يجذب القارئ العربي اليوم هو نفسه ما يجذب القارئ الإنجليزي، وأن الإستراتيجيات المطبّقة لجذب القارئ الإنجليزي، يجوز تطبيقها على القارئ العربي.
كما يفترض البحث أنه من خلال مقارنة النبذات العربية بمقابلها من نبذات الترجمة الإنجليزية، فإننا سنعرف مقاصد كل عنصر من عناصر النبذة، وفعالية كل جانب من المقياس على تجربة القارئ.
أسئلة الدراسة
- ما عناصر كتابة النبذة التعريفية في الرواية؟
- كيف تختلف النبذة التعريفية في اللغة العربية عن الإنجليزية؟
- ما مقياس الوضوح والغموض في النبذة التعريفية؟
- لماذا تختلف النبذات التعريفية؟
خطة الدراسة
مقدمة- تمهيد- عناصر النبذة- مقياس الوضوح والغموض- مقارنة النماذج- أسباب الاختلاف- خاتمة.