شارك
اعتنت السينما -منذ بدايتها- بعالم الطفل والطفولة، وراكمت تجربة فنيّة غنيّة خُصِّصت لقضايا الصغار وعوالمهم الفسيحة، مُعبِّرة عن خصوصياتهم النفسية والاجتماعية والثقافية. فالطفل كيان سلوكيّ وسيكولوجي وذهني قائم بذاته، مختلف عن طبائع الكبار، وعالمه يتميز بخصوصياته الفردية والذاتية التي جعلت كبار المنتجين العالميين يخصصون له برامج ومسلسلات كرتونية وأفلامًا مُتخصّصة في الرسوم المتحركة (الأنيميشن)، خاصة من شركة (والت ديزني) العالمية.
والاهتمام بعلاقة السينما بعالم الصغار، يعني التأكيد على دور السينما في تجسيد حضور الطفل كطرف رئيسي أو ثانوي ضمن طاقم التمثيل، فسينما الطفل لا تعني برامج الرسوم المتحركة، بل هي أعمال فنيّة متكاملة مُنتَجة خصيصًا لهم أو معالِجة لقضاياهم عبر أحداثها وحبكتها الدرامية. وهنا يجب أن نميّز بين «ثلاثة أنواع من السينما يمكن للطفل أن يشاهدها: سينما للطفل، سينما عن الطفل، وسينما يمكن للطفل مشاهدتها رغم عدم كونها له وعنه» . [1]
والفيلم الموجَّه للطفل، هو رسالة تربوية قبل أن يكون مضمونًا ترفيهيًّا؛ ذلك أنّ العمل السينمائي الذي يهتم بقضايا اليافعين يرصد لنا العديد من الظواهر الاجتماعية والنفسية والثقافية التي تخصُّ هذه الفئة، ويتتبع مجموعة من القيم والسلوكيّات والعادات المجسَّدة بواسطة الصورة. لذا وجب أن تتوفر في أفلام الأطفال «تقنيات التوجيه وفنون التربية من حيث المضمون والصور، وتستطيع أن تُحقِّق غايتها الأخلاقية، وذلك بتلقين القيم والمعايير التربوية الخاصة بمجتمع الطفل وبيئته» . [2] لهذه الأسباب، يجب على الفيلم الذي يهتم بقضايا الأطفال أن يراعي مختلف خصوصياتهم النوعية، وأن يُمرِّر قِيمًا إنسانية نبيلة وخِصالًا كونيّة رفيعة ووقائع اجتماعية صادقة وأحاسيس عاطفية خالصة؛ وذلك ليُسهم في تشكيل وعي الصغار وتربيتهم على الحِسّ النقدي والتحليل الفكري والتمييز الإيجابي. فالطفل في حاجة إلى أن يتمتع بكامل حقوقه في هذا المجتمع. «ومن بين هذه الحقوق وأهمها حقّه في إعلامٍ يستجيب لمتطلباته الفكرية واللغوية والنفسية» . [3] ويسعى هذا النوع من السينما بالدرجة الأولى إلى «الإسهام في ملامسة قضايا الأطفال، ورصد همومهم، وصياغة آمالهم وطموحاتهم، وإسماع أصواتهم للعالم، وتبني إبداعاتهم الفنية والفكرية، وتخفيف أعباء البؤس عنهم، ومعالجة سلوكياتهم وطبائعهم» . [4]
فلا ينبغي للفيلم السينمائي الذي يهتم بموضوع الطفولة أن يُشكّل مصدرًا للّهو والإثارة فقط، عن طريق مختلف المشاهد الفرجوية الفجّة واللقطات الاستعراضية المشحونة، بل يجب أن يكون (الفيلم) موسوعة معرفية وتربوية وسلوكية تُقوّم الإنسان في أفكاره وتصرفاته ومشاعره ومداركه الذهنية. فالسينما «وسيلة اتصالية مركّبة ذات جوانب جمالية تجمع بين الحركة والصورة والمؤثرات الصوتية في آن واحد، مما يجعل حواس الشخص وعقله عُرضة للإثارة إلى درجة التأثير في اتجاهاته، ومن ثم اندماجه ومعايشته لها» . [5]
ولكون الطفل يرتكز كثيرًا على المحسوسات أثناء عملية التلقّي من خلال حاستيْ (البصر والسمع)، فإن السينما لها دور فعَّال -من خلال أفلام ترصد عوالم الصغار- في بناء شخصية الطفل وتطوير مداركه العاطفية والذهنية والتربوية واللغوية. «ففيما يتعلق بالجانب النفسي، فإن السينما من الوسائل الفعّالة في التأثير على انفعالات الطفل وعواطفه، من خلال طبيعة المواقف ونوعية الأدوار التي يقوم بها الممثل في الفيلم، كما يمكن لبعض الأفلام السينمائية أن تعمل على زرع الثقة بالنفس وغرس روح المبادرة لدى الطفل... أما من حيث الجانب الفكري فإن الأفلام السينمائية تساعد على تنمية المكتسبات المعرفية وتطوير الوظائف العقلية العليا... بينما فيما يخص الجانب التربوي، فإن العديد من الأفلام تعالج مواضيع تربوية هادفة، ويكون وقعها كبيرًا وذا تأثير فعّال على سلوكيات الأطفال، فتغرس فيهم العديد من القيم الإنسانية النبيلة والمبادئ السامية والأخلاق الحميدة.. في حين أن الجانب اللغوي يركز على تنمية وظيفة الذاكرة البصرية عند الطفل وخاصةً في سنواته الأولى من العمر...» . [6]
السينما الإيرانية والتعبير عن قضايا الطفولة:
حاولت السينما الإيرانية منذ مراحلها الأولى توجيه الاهتمام إلى صناعة سينما تهتمّ بقضايا الأطفال، وتوجهت عدساتها إلى شؤونهم الخاصة واهتماماتهم المتنوعة. فالأطفال الذين يمثِّلون نسبة مهمّة من المجتمع الإيراني، لهم الحق هم أيضًا في أن تُوجَّه إليهم أفلام تخاطب عقولهم وتُنيرها وتوجِّه بصيرتهم وتُربّي فيهم الحس النقدي. وقد سعت سينما الطفولة (الإيرانية) إلى «إرساء سينما جديدة تهدف إلى تطهير الذوق العام وإرساء ثقافة بصرية جديدة والابتعاد عن السينما التجارية ونشر السينما الجادة صورةً ومضمونًا» . [7] ورغم أن سينما الأطفال في إيران وجدت بيئة مناسبة للذيوع والانتشار، بسبب إعفائها من المساءلة الرقابية التي تطال أغلب الأعمال السينمائية في بلاد فارس، إلا أن هذا النوع من الأفلام واجه تحديات متعددة مرتبطة بأسلوبها الفني السهل الممتنع، وقيمتها الإبداعية، بالإضافة إلى المنافسة الفنية من توجهات سينمائية أخرى كانت سائدة بقوة: «سينما القصة والرواية، سينما الثورة والحرب، سينما التاريخ، والسينما الحديثة والفيلم القصير» . [8]
وقد طرقت مجموعة من كبار المخرجين الإيرانيين موضوع الطفولة ليجعلوه ثيمة سينمائية بارزة، بعد أن بدأت السينما الإيرانية في الاهتمام بقضايا الواقع وإشكالاته المتعدّدة، المرتبطة بجميع أطياف المجتمع وفئاته. فكان المُلهِم الأوّل للسينما الإيرانية، عباس كيارستمي، من الأوائل الذين اهتموا بعالم الطفولة وفضاءاته المختلفة في فيلمه (أنا أستطيع أيضًا)، الذي يُعدُّ من أهم الأفلام الإيرانية التي استخدمت الفانتازيا الطفولية. ثم تلته بعد ذلك أعمال سينمائية عديدة ناجحة مُوجَّهة إلى الطفل وعوالمه، كفيلم (كاكلي) للمخرجة فريال بهزاد و(سارق الدمى) لمحمد رضا هنرمند و(الرحلة السحرية) لأبي الحسن داودي، وفيلم (مدرسة العجائز) لعلي سجادي حسيني، وأفلام: (البالون الأبيض) و(تاكسي طهران) و(ثلاثة وجوه) لجعفر بناهي... وغير ذلك كثير، ومنها أعمال مخرج الطفولة في إيران مجيد مجيدي الذي سيكون مدار دراستنا التطبيقية من خلال ثلاثة نماذج سينمائية:
1. فيلم (أطفال السماء):
بوستر فيلم "أطفال السماء (1997)" - مجيد مجيدي
فيلم أطفال السماء للمخرج الإيراني مجيد مجيدي من أهم الأعمال السينمائية التي اهتمت بعالم الطفولة. وقد أُنتج الفيلم سنة 1997، وهو من تأليف مجيد مجيدي، ورُشِّح للعديد من الجوائز العالمية، أبرزها السعفة الذهبية لمهرجان كان، والقائمة القصيرة لجوائز الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي.
يُفتتح الفيلم بتعقب حركات البطل الصغير وهو يتكفّل باقتناء حاجات المنزل بعد إصلاحه لحذاء أخته (زهراء)، بعد ذلك يصاب الفتى (علي) بورطة جعلها المخرج مجيدي بؤرة درامية تتفرع منها مختلف التفاصيل. فبينما علي مشغول بشراء لوازم الدار، إذا به يُفاجأ بضياع الحذاء الذي كان يحمله في المحل، ذلك أن عامل نظافة أعمى كان يمر من هناك فأخذه من دون قصد. فبحث الطفل علي عنه في المحل كله دون جدوى، وعاد أدراجه وهو حزين مُتحسِّر مُحطَّم الفؤاد. يعود علي إلى منزله، ويلتقي أخته زهراء بوجهه الكئيب الحزين، فتسأله عن حذائها، لكنه يتهرب ويُماطل في الردّ على سؤالها، ليبوح لها أخيرًا بمآل الحذاء والدموع تنهمر من عينيه، ويرجوها كثيرًا ألا تخبر والديها بهذه المشكلة. تتفاعل زهراء هي الأخرى بتحسّر وألم ودموع، وهي تفكر في الطريقة التي ستلِجُ بها المدرسةَ في اليوم التالي دون حذائها الوحيد.
يتحمّل الفتى علي مسؤولية تدبير شؤون المنزل إلى جانب أبيه، فهو خليفته الذي وضع على عاتقه الاعتناء بأفراد الأسرة: التعاون مع الأم في أعمال المنزل، ومساعدة أخته الصغيرة زهراء في شؤون الدراسة. يُلقي مجيد مجيدي الضوء هنا على براءة طفولة مُهمَّشة في مجتمع طبقي يعاني من تفاوتات اجتماعية شاسعة، تفرض على العديد من الأسر الفقيرة تعليم أبنائها الصغار تحمُّل المسؤولية منذ نعومة أظفارهم، وتُجبرهم على الدراسة والعمل أحيانًا من أجل العناية بالأسرة، والتكفُّل بأفرادها، ومساعدتها على تحمّل أعباء الحياة الثقيلة. ففي أحد المشاهد، يؤنِّب الأب ابنه ويقول له «لم تعد طفلًا، فعمرك تسع سنوات»، دلالة على أن الأب يريد من طفله شخصية أقوى وأجدر بتحمل المسؤولية العائلية.
يستهدف كل من الشقيقين (علي وزهراء) البحث عن الحذاء واسترجاعه من جديد للتخلص من الورطة، يتواصلان مع بعضهما بهمس وسريّة بالغة حتى لا يعلم الأبوان، وأحيانًا عن طريق كتابة رسائل ورقية في كراستهما المدرسية. ليخلصا أخيرًا إلى حلٍّ مؤقت يرضي الطرفين إلى حين العثور على الحذاء الضائع، وهو التناوب على استعمال حذاء علي في الذهاب إلى المدرسة. فتأخذه زهراء أولاً إلى المدرسة، ثم ينتظرها شقيقها في أحد ممرات الحي لارتدائه بعد عودتها والركض مسرعًا للحاق بحصَّته الدراسية. وهكذا تمرّ الأيام عادية في البداية في انتظار إيجاد حلّ عاجل لمشكلتهما العويصة، إلى أن تبدأ المشاكل في الظهور في هذه الخطة: تأخُّر علي ثلاث مرات متتالية عن مدرسته بسبب انتظاره زهراء لإعادة الحذاء، وسقوط أمطار قوية ليلًا أدت إلى تبلّل الحذاء، بالإضافة إلى حجمه الكبير على قدم زهراء، إذ يسقط -عندما تضعه في قدميها- في قناة المياه ويَعْلَق في أحد المجاري.
يُمثّل الحذاء، إذن، النواة المركزية التي تدور حولها أحداث الفيلم، فهو الحلم الوحيد للفتاة الفقيرة، بعد أن أضاعت ما تملكه، وهو الهاجس الأول الذي يبحث عنه البطل، وكثير من اللقطات التي اعتمدها المخرج كانت تنزل فيها الكاميرا إلى الأسفل لمعاينة الأحذية والأقدام، وأحيانًا عبر هذه المعاينة كانت العدسة تصنع مقارنة طبقيّة بين تلاميذ الفئات الغنية الذين يلبسون أفخم الأحذية، وتلاميذ الطبقات المسحوقة، الذين تمثلهم زهراء المنتعلة حذاءً ذكوريًا رثًّا ومتسخًا وممزّقًا.
ورغم صغر سنه، تسع سنوات، وحداثة رؤيته للحياة، يتصف البطل، علي، بالنضج والرصانة في اختيار المواقف، والفطنة والذكاء في تقرير الأوضاع. فحينما تُنظِّم بلدية المدينة سباقًا طويلًا للأطفال وتُعلِن عن جوائز الأبطال الثلاثة (الأوائل)، يُقرِّر علي المشاركة فيه ما دام أنه تدرّب جيدًا وربّى في جسده لياقة بدنية هائلة، ولو بغير إرادة رياضية أو هدف بطولي. ذلك أن جَريه المتكرّر إلى المدرسة بعد كل تأخّر من زهراء عن مدِّه بالحذاء عَوَّد جسده على الركض المتواصل من دون تعب أو إعياء.
ومشاركة علي في السباق تعود أساسًا لاختيار لجنة السباق لنوعية جوائزه، وضمنها الحذاء الذي سيربحه صاحب المركز الثالث. حيث يتخلَّى بطلنا الصغير عن فكرة الفوز بالمرتبة الأولى رغم إمكاناته البدنية الهائلة التي تفوق الجميع، ويُصِرُّ على تحقيق الجائزة الثالثة (الحذاء) لإهدائه إلى أخته الحزينة. لكنّ "عليًّا" يُتوَّج بالمركز الأول في السباق ولو بغير إرادته، فتلتقط عدسة الكاميرا -في لقطة بديعة- مشاهد تتويجه بالمركز الأول وهو يبكي حزنًا وغمًّا، بسبب تضييعه جائزة الحذاء التي يحصل عليها صاحب المركز الثالث فقط.
ينتهي الفيلم وبطلنا الصغير مُنكسِر وحزين، بعد أن عاد إلى المنزل خائبًا بسبب تضييعه جائزة الحذاء في السباق. يوجه مجيد مجيدي عدسة الكاميرا من أعلى إلى أسفل للإحاطة ببراءة اللحظة، بدرامية المشهد، بطُهر سريرة البطل، وصفاء مشاعره، وتخوّفه الشديد من مصير أخته التي يُكِنُّ لها كلّ عواطف الحب الخالص. تتجنب زهراء الكلام معه، ويرمي حذاءه الممزق - من أثر الركض السريع - بألمٍ وتحسر، ويضع قدميه الداميتين في الماء -بعد سباق طويل وشاق- لتحيط بهما الأسماك الذهبية في دائرة مائية صافية تشبه الشمس، دلالة على نقاء أحاسيسه وطُهر رغباته وإخلاصه الشديد لشقيقته. لكن الكاميرا تنتقل بعد ذلك لترصد لنا وجود حذائين جديدين، مُخبّأين في دراجة والدهما فور وصوله إلى المنزل. وهي نهاية مفتوحة توحي باستمرارية الحياة، وامتداد أحلام الأطفال البريئة، وسعة مخيلتهم اللامنتهية، وصدق عواطفهم النبيلة، وبراءة مشاعرهم الطيبة، وطُهر أخلاقهم الشريفة.
ويسعى المخرج مجيد مجيدي، من خلال فيلمه هذا، إلى نقل صورة صادقة عن فئة الصغار وما تعانيه في مجتمع إيراني مُفَكَّك البُنى والأواصر، نتيجة التفاوتات الطبقية الشاسعة التي تُخلِّف الفقر والفاقة في الطبقات المسحوقة. إنّ مجيدي يسعى إلى خلق تعاطف المشاهد مع هذه الفئة المُهْمَلة، وما تقاسيه من صعوبات ومطبّات في هذه الظروف القاسية. وهو هنا يخلق انعكاسًا أمينًا للواقع الإيراني، ويرسم صورة صادقة للطفولة يُفصِح فيها عن رسائل فنية وجمالية عديدة، ومقاصد اجتماعية وسياسية كثيرة.
2. فيلم (لون الفردوس):
بوستر فيلم " لون الفردوس (1999)" - مجيد مجيدي
تحفة أخرى من تحف المخرج الإيراني مجيد مجيدي المهتمّة بقضايا الطفولة وأحلام الصبا نُصادفها سنة 1999، إذ عُرِض -لأول مرة- فيلمه الروائي الطويل (لون الفردوس). يحكي الفيلم قصة طفل كفيف يبلغ من العمر ثماني سنوات، ينهي سنته الدراسية في معهد للمكفوفين، ويتّجه إلى قريته لقضاء عطلته الصيفية يزور فيها عائلته: الجدّة والأب وشقيقاته.
بينما تنجذب الجدّة إلى حفيدها الأعمى (محمد) هي وشقيقاته اللواتي يتابعن دراستهن في مدرسة قروية، يُهمِل الوالد دوره الأبوي، ويتهرب كثيرًا من مسؤولياته تجاه هذا الابن (العالة) على العائلة حسب ظنه. في مقابل ذلك ينشغل الأب الأرمل بامرأة في قريته، فيحاول جاهدًا الزواج منها، رغم معارضة أمه التي ترى أن زواجه هذا سيثنيه عن الاهتمام بابنه العاجز، ويصرفه عن الاعتناء بكل حاجاته الضرورية كطفل صغير كفيف، يحتاج إلى الرعاية والاهتمام الكافيين في هذه المرحلة العمرية والوضعية الصعبة.
يُعاني الأب صراعًا داخليًّا قويًّا بين مسؤولياته الأُسريَّة من جهة، ورغباته العاطفية من جهة أخرى، لذا يُهمل كثيرًا ابنه الضرير (محمد) ويحاول أن يتخلَّص من صداعه بأي طريقة، حتى لا يُعرقل مُخطط زواجه من امرأة أرملة مثله. فيُبعده أولًا عن الدراسة في معهد المكفوفين بالمدينة نظرًا لتكاليفه المرتفعة، ثم يرسله بعيدًا ليتعلم النجارة عند أحد معارفه في منطقة أخرى، وهو نجار أعمى تعلّم تكييف إعاقته مع الواقع ليصبح عاملًا مبدعًا في مجاله. سيدفع الأب ضريبة غالية لهذا التصرف غير المسؤول، إذ يُلحِق به غضبًا كبيرًا وقطيعة تامّة من جدة محمد، التي ستقرر الرحيل بعيدًا عن منزل ابنها، قبل أن يثنيها الأخير عن ذلك بعد محاولات متكررة للاعتذار والاستعطاف.
يستيقظ ضمير الأب في النهاية، ويشد رحاله إلى صديقه النجار لاسترجاع ابنه بعد السَخَط عليه وتوالي المصائب المحطّمة لأحلامه، من غضبة أمِّه المرّة، مرورًا بفشل مشروع زواجه من الأرملة، وصولًا إلى المصيبة التي لحقته، هو وابنه، عقب عودتهما إلى المنزل. حيث سيسقط محمد هو وفرسه الذي يمتطيه في النهر، وتجرفهما المياه بعيدًا، ويتبعه الأب محاولًا إنقاذه من الغرق، لتكون هذه المحاولة فرصة أخيرة أمام الأب للتكفير عن زلَّاته وتطهير خطاياه.
يرأف المخرج بحال البطلين، ويشفق على مصيرهما، وتتلاحم قوى الطبيعة -التي كان الطفل يناجيها في السابق- لإنقاذهما وإنجادهما، فترتفع عدسة الكاميرا إلى السماء (في المشهد الختامي) مركزة على ملامح محمد التي بدأت تستعيد وعيها وهي تتناغم مع زقزقة الطيور وأصوات الطبيعة، معبّرة في الآن نفسه عن رأفة سماوية ورحمة بحال الضريرين: الضرير الجسدي (محمد) والضرير النفسي (الأب).
يلقي الفيلم الضوء على معاناة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يقاسون من عاهات مستديمة، تعيق حركتهم ونشاطهم وتفاعلهم الصبياني مع الحياة. لكن ورغم ذلك، فبراءة هؤلاء الأطفال بادية، ومكامن عجزهم هي -في الوقت نفسه- نقاط قوة يستمدّون منها طاقات هائلة وقدرات غير محدودة، لا يملكها الأصحاء وأصحاب الأجساد السليمة. فالفتى الصغير على الرغم من عماه، فإنه صاحب كفاءة كبيرة في التواصل مع الطبيعة وإدراك كُنهِها وإتقان لغة كائناتها وفهم رسائل عناصرها ومكوّناتها. إن محمدًا يبدو كأنه يرى الجَمال والسحر في عناصر الطبيعة بطريقة لا يستطيع الآخرون رؤيتها. حيث يفهم لغة الطيور والعصافير، ويتواصل مع الحيوانات (الأحصنة، الدجاج...) بإشفاق وحنان، ويتفاعل مع صوت الماء، ونسيم الهواء، ولمسات الأشجار بطريقة تعكس فهمه العميق للكون والطبيعة والوجود.
وهكذا فإن مجيد مجيدي يُلمِّح، في فيلمه هذا، إلى علاقة الوثاق التامّ والرباط الخام بين الإنسان القروي البسيط والطبيعة. هذه العلاقة الفطرية التي ما فتئ الإنسان البدوي متشبثًا بها، ومستنشقًا عبقها ونسيمها، ومتناغمًا مع مكوّناتها ومخلوقاتها. حيث نرى في أحد المشاهد الطفلَ الصغير وهو يُعيد فرخًا صغيرًا إلى عُشِّه بعد سقوطه، حتى وهو كفيف، فقط هو الإحساس الفطري بالغابة الذي يُعْلِمه بالمسار الصائب، وصوت الطبيعة التي تربَّى في أحضانها يفتح له البصيرة، وزقزقة العصافير التي عاش في أكنافها ترسم له الخريطة.
كما استعان مجيدي، للتعبير عن حميمية العلاقات البدوية، ومتانة العائلة الريفية، وبساطة الإنسان القروي، بمجموعة من المظاهر الطبيعية والفنيّة والاجتماعية، كتوظيف الورد للتزيين في الصباغة اليدوية.. بساطة المسكن القروي.. وُعورة التضاريس الريفية.. سِلال البيض.. حظيرة الدجاج.. أعشاش الطيور... إسطبل الأحصنة.. براءة الطفولة الظاهرة على مُحيّا محمد وشقيقاته...إلخ. بالإضافة إلى ذلك، فقد عالج الفيلم مجموعة من القضايا الوجودية المرتبطة بالدين والإيمان والروحانيات، خاصة حينما تُركِّز عدسة الكاميرا على دموع محمد المنكسر والحزين بسبب إبعاده عن عائلته من طرف الأب، حيث يتساءل عن ذنبه في الحياة حتى يكون عالة على الجميع بسبب وضعه الصحي العاجز. ورغم ذلك يتقبل محمد وضعه بإيمان ورضا بالقضاء والقدر، مقتنعًا بأن عذابه الدنيوي هو اختبار إلهي، فبقدر ما فيه من عراقيل ومطبّات، إلا أنه فتح بصيرته على أسرار الكون والحياة، ومكَّنه من قدرات هائلة في التواصل مع الخلق والتفاعل مع الكائنات واستشعار الطبيعة وخصائصها الغامضة.
فمحمد -رغم عدم قدرته على الإبصار- يملك قدرات خارقة في التواصل والتفاعل والتفاهم مع الطبيعة ومخلوقاتها. وحينما تعرَّض للغرق في المشهد الأخير، نجَّاه الله بأعجوبة من هذا الهول المفجع، حيث ينتهي الفيلم بتحريك الطفل الكفيف لأصابعه التي كانت تمثل الوسيلة الأساسية لتواصله مع العالم والحياة. فبواسطة الأصابع تعلَّم القراءة بالحروف البارزة، ونحت أشكال الطيور بأنامله المبصرة لجمال الكون الذي يمرّ على الكثيرين، لكنّهم لا يرون منه شيئًا. وعن طريقها أيضًا كان يتعرف إلى الآخرين، ويساعد الحيوانات، وينقذ الطيور، ويتلاعب بالأزهار، وينتعش بالماء، ويتحسّس الكون، ويتعرف إلى أسرار الحياة وأخبار أهلها.
3. فيلم (أبناء الشمس):
بوستر فيلم " أبناء الشمس (2020)" - مجيد مجيدي
لا شكَّ أن فيلم أبناء الشمس (خورشيد)، للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، من بين الأعمال السينمائية الرائعة التي ترصد قضية الطفولة، وما يعانيه الفتيان والأولاد من استغلال وقمع وظلم، خاصةً إذا كان انتماؤهم الاجتماعي ذا صلة بالفئات المسحوقة والمقهورة. وقد عُرض الفيلم لأول مرّة عام 2020، وترشّح للعديد من الجوائز (من بينها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي)، كما حاز على بعض منها: جائزة الفانوس السحري في مهرجان البندقية، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان أجيال القطري.
وكما في أفلامه السابقة، يهتم مجيد مجيدي بثيمة الطفولة وعالم الصغار. فهو من كبار المخرجين الذين اهتموا بقضايا الطفل والطفولة، كونه أخرج العديد من الأفلام التي تفيض صخبًا وحيويّة وبراءة، واستعرض عالم الصبا بأوجهه المختلفة والمتناقضة، موجِّهًا عدسته بالخصوص نحو الفئات المحرومة والمهمّشة في المجتمع الإيراني الحديث.
يحكي فيلم (أبناء الشمس) قصة أربعة أطفال (على وماماد وأبو الفضل ورضا)، تركوا المدرسة والتعليم واتجهوا إلى العمل مبكّرًا، بسبب الفقر والحرمان والإهمال الذي عانوا منه، فجمعتهم ورشة لإصلاح إطارات السيارات. وقد لَفَت عملهم داخل الورشة أنظار عصابة كانت نشيطة في تلك المنطقة، فحاول زعيمها استقطابهم إليها، واستغلال ظروفهم الهشّة وأحوالهم الصعبة وأحلامهم المحطَّمة من أجل القيام بمهمّة صعبة، أعدَّ لها الزعيم كلّ الخطط الفعّالة من أجل إنجاحها. فقد كلّفهم بالتنقيب عن كنز موجود أسفل مدرسة خاصة (مدرسة الشمس) تضمُّ التلاميذ الفقراء والمشردين، وتجني مداخيلها من أموال المحسنين وهِبات المتصدقين.
يصمِّم قائد العصابة خطته بذكاء كبير وإتقان مُبهِر، فيرسل الصِبية إلى المدرسة بحجّة رغبتهم في العودة إلى مقاعد الدراسة والتحصيل لتعويض ما فاتهم من تعليم، لكنّ هذا المبرِّر ما هو إلا حيلة عبقريّة تساعد الأطفال الأربعة على إيجاد فرصة للتسلل إلى غرفة مهجورة في المدرسة، تمكّنهم من الحفر والتنقيب عن طريق توصلهم إلى مكان الكنز.
يواصل الأربعة عملهم المضني والمتعب في مرآب المدرسة بخفاء وسريّة تامّة عن أعين حرّاس المدرسة وموظفيها، لكنّ الطريق الشاق، والحَفر المتعب، وغياب أيّ ملامح أو إشارات تدلُّ على وجود الكنز، يخلق في نفسية الأطفال الخيبة وانعدام الأمل والاستسلام، ليفكّر بعضهم في ترك المهمة والبحث عن أمل في أحلامهم الأخرى (لعب الكرة، الفن، الرياضيات والهندسة...). لكنّ الفتى علي يصمِّم على الاستمرار، ويحاول إقناع الفتية بالصبر والمثابرة من أجل الوصول إلى الكنز الثمين. وبينما يراقب زعيم العصابة تحرّكاتهم، ويوجّه مسارهم وطريقهم عبر الهاتف والفيديوهات المباشرة مع علي، يستطيع هذا الأخير الوصول أخيرًا إلى الهدف المنشود من طرف العصابة، لكنّه يُصدم بأن جهده وتعبه وشقاءه في الحفر، سيذهب هباءً دون فائدة حينما يكتشف أن الكنز المقصود من طرف العصابة ليس مالًا أو ذهبًا أو ألماسًا، بل هو كيس مخدرات أسقطه أحد أفراد العصابة في مجاري المياه وقنوات الصرف الصحي، ليتكبّد علي كل هذه الأوحال والأوساخ والعفن من أجل كيس صغير من المخدرات. وحتى وإن كانت هذه الرحلة شاقّة ووعرة ومخيبة لتوقعات وآمال الأولاد، إلا أنّها فتحت لهم الآفاق للتعبير عن طاقاتهم واكتشاف مواهبهم والكشف عن قدراتهم العديدة ومهاراتهم المتنوعة.
إن فيلم مجيدي هو صرخة سينمائية موجهة لجميع الأطفال الذين يتم استغلالهم اجتماعيًا، فيُحرمون من التعليم والكرامة والحريّة والترفيه، ليخوضوا -مبكرًا- عالم الكبار بمشاقّه ومنعرجاته. فعدسات المخرج تتنقل بين الصبيان الأربعة، موجهةً الأنظار أحيانًا لأحلامهم وطموحاتهم الطفولية، وأحيانًا أُخرى تصدمنا بواقعهم المُرّ الذي يقهر هذه الأحلام، ويفرض عليهم الحرق الزمني لمراحل عمرهم، باجتياز اختبارات الكبار الصعبة وحواجز الحياة المعرقلة، بالتجلُّد أمام صدمات الواقع وقهر المجتمع وتنمُّر فئاته، في صُلب عالم ماديّ فردانيّ قائم على الاستغلال والظلم، الجشع والمصالح، والتسلط والاستبداد، والاضطهاد والاستعباد، والإذلال والاحتقار.
يمثل الأطفال، إذن، الأبطال الحقيقيين للفيلم، فعلي (روح الله زماني) ابن الاثني عشر عامًا وعصابته الصغيرة، هم قلب الفيلم النابض، يجهّزون لأنفسهم مهماتٍ متنوعة ومخالفات صغيرة، بهدف جني المال وتوفير لقمة العيش لهم ولأفراد عائلاتهم. أطفال الشوارع هؤلاء أهملهم الآباء والمجتمع، وهمّشتهم الجمعيات والمؤسسات، والدولة منزوية لا تأبه بهم وبحالهم، وغالبًا ما واجههم برد فعل انتقامي تجاههم (الضرب، الاعتقال، الاعتداء...). لتكون المدارس الخاصة، التي يدعمها المحسنون وأهل الخير، هي فقط فضاء لإيوائهم والاعتناء بهم، وفرصة لبناء مُستقبلهم.
لقد استهلَّ مجيد مجيدي فيلمه هذا بإهداء جاء في مقدمة الشريط: «إلى 152 مليون طفل عامل حول العالم، وإلى كل من يناضلون من أجل حقوق هؤلاء الأطفال». فأبناء الشمس عمل سينمائي بديع حاول أن يميط اللثام عن ظاهرة تشغيل الأطفال، واستغلال براءتهم عبر الزجِّ بهم في عالم اللصوصية والتشرّد والعصابات. وإذا كانت التشريعات الدولية تضع الأطفال على رأس الفئات الهشة والمهمشة، فإن مجيدي أعطاها دور البطولة والمكانة الرئيسة في أفلامه، وجعلها تخترق عالم الكبار متحدِّية صعابه ومقاوِمة غماره، رغم أنها فئة حرمتها الدولة من حمايتها والاعتناء بها والحرص على تربيتها وتعليمها وتشغيلها من جهة، وقهرها المجتمع الانتهازي ورمى بها إلى مستنقع التشرّد والفقر والعمل الشاق والإجرام من جهة ثانية.
ورغم ذلك أعاد المخرج الاعتبار لوضعية هؤلاء الصبية في نهاية الفيلم، معتبرًا إياهم من ضحايا المجتمع الذين فقدوا بوصلة أحلامهم ومواهبهم، ولم يجدوا التُربة الخصبة التي تنمّي طاقاتهم ومهاراتهم وإبداعهم في مجالات متنوعة. حيث سيصل المشاهد، في الختام، إلى نتيجة مفادها أن الأطفال كانوا يهدرون طاقتهم بدون جدوى أو فائدة في التنقيب عن كنز وهمي، بينما الكنز الحقيقي مستقرّ في أعماقهم وفي المؤهلات التي يتميزون بها والكفاءات التي ينعم بها كل واحد منهم.
فأبو الفضل متميز في العلوم الذهنية من رياضيات وهندسة وفيزياء، ورضا له موهبة رياضية كلاعب فنان في كرة القدم، وعلي يتفوق على أستاذه في المسائل التقنية والوسائل التكنولوجية. فقط تحتاج هذه الجواهر القابعة في قعر المجتمع لمساندة الأفراد والجماهير، وعمل الدولة وتحملها لمسؤولياتها في التنشئة والتربية والتكوين السليم والعدالة والتنمية.. ثم الحرص على تعليم أبنائها والحد من هدرهم الدراسي، وإيجاد فرص عمل لهم بعد ذلك، وحفظ كرامتهم عبر التصدّي لكل مظاهر الانحراف والجريمة والفساد...إلخ.
الخاتمة:
هكذا نصل في خاتمة هذه الدراسة إلى نتيجة أساسية، مفادُها أنّ رواد السينما الإيرانية، وعلى رأسهم المخرج مجيد مجيدي، بوَّأوا الطفل مكانة بارزة في السينما العالمية، من خلال تحفٍ سينمائية خلّدت عوالم الطفولة وبراءتها وصدق تجربتها. وقد اتصفت هذه الأفلام «بجدية المضمون وجمالية الطرح وشعرية الخطاب الفيلمي وتمكّن المخرجين من فنهم وقدرتهم على التأثير في الجمهور صورة ومضمونا.. لترسل لنا (هذه الأعمال) عبر العيون الصغيرة والأحاديث البسيطة اليومية التي نلتقطها من أفواه أطفال السينما الإيرانية حِكم الشرق، وتحكي انغماس السينما في عمق الهوية الشرقية وارتباطها اللامحدود بالأرض وبالهوية» . [9]
وقد حضرت ثيمة الطفولة كثيرًا في أعمال مجيد مجيدي، حيث حرص على نقل وقائع الصِبية وتفاصيلهم، والدفاع عن قضاياهم وحقوقهم، وتصوير براءتهم وطهارتهم وصفاء سريرتهم، والتعبير عن ارتباطهم العضوي بالعائلة والطبيعة. ينادي بحقهم في التعليم تارة، ويصف حياتهم في الشوارع تارة أخرى، ويرصد معاناة الذين يُجبرون على العمل القاهر، ويساند أولئك الذين يتم استغلالهم، ويصرخ من أجل حماية الفئات المهضومة، ويطالب بكرامة ذوي الاحتياجات الخاصة والعاهات المستديمة...إلخ.
وحينما سُئل مجيدي في إحدى المقابلات الصحفية عن سر اهتمامه بعالم الصغار، ورصده لعوالمهم وظواهرهم واهتماماتهم، أجاب قائلًا: «عالم الأطفال هو عالم النقاء والإخلاص، إنهم يؤمنون بكل ما تقوله لهم»، مردفًا في مقابلة أخرى: «إن براءة الأطفال لها أثر علينا، وهذا ما أرغب دائمًا في التعبير عنه». إن أبطال مجيدي أطفال فقراء، يعوزهم المال لكن لا تنقصهم السعادة، أغلبهم من الأطفال العاديين الذين لا يملكون خبرة في التمثيل. ينتقيهم من الشارع الإيراني ويصورهم في أفلامه على أنهم أكثر نضجًا من الكبار، لكنهم يتمسّكون ببراءتهم وطهرهم الصبياني، يوظفون ارتجالهم وفطنتهم في مختلف المواقف التشخيصية، وينطلقون من عفويتهم وتلقائيتهم الطفولية.
لائحة المصادر والمراجع:
[1] ـ محمد صوف، الطفولة في السينما المغربية، جريدة بيان اليوم المغربية، العدد: 9624، 21 ـ 23 أكتوبر 2022.
[2] ـ آمنة معروف أحمد الحضري: الأسس التربوية في أفلام الرسوم المتحركة : دراسة تطبيقية على فيلم الجميلة والوحش، أكاديمية الفنون – المعهد العالي للسينما (القاهرة)، 2010 ، ص: 9.
[3]
ـ وهيبة وهيب، الإعلام ولغة الطفل : الصحافة المدرسية انموذجا، مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية، العدد 9، يونيو2017، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ـ الجزائر، ص: 28.
[4] ـ عاطف خلف العيايدة، الطفل والسينما بين الواقع والتطلعات، مجلة خطوة ـ مجلة فصلية متخصصة في الطفولة المبكرة، عدد 39، صيف 2020، منشورات المجلس العربي للطفولة والتنمية ـ القاهرة، ص: 25.
[5] ـ حمزة بسنت خيرت، ظاهرة أطفال الشوارع في السينما، مجلة فكر وابداع، عدد: 76، يونيو 2013، القاهرة، ص: 415.
[6] ـ نورالدين بولفخاذ، دور السينما في تنمية شخصية الطفل، مجلة خطوة، المرجع السابق، ص: 21-22-23 بتصرف.
[7] ـ سعاد زريبي، الطفولة في السينما الإيرانية: توجه فني والتزام إنساني يكسر حدود العالم المغلق، مجلة نزوى، العدد: 121، يناير 2025، وزارة الإعلام ـ مسقط (عمان)، ص: 122.
[8] ـ حبيب الله آيت اللهي، تاريخ الفن في إيران، ترجمة: علي مشكوري، مجموعة الهدى للنشر والتوزيع، ط 1ـ 2015، ص: 452.
[9] ـ سعاد زريبي، مرجع سابق، ص: 129.
– آمنة معروف أحمد الحضري: الأسس التربوية في أفلام الرسوم المتحركة: دراسة تطبيقية على فيلم الجميلة والوحش، أكاديمية الفنون – المعهد العالي للسينما (القاهرة)، 2010.
– حبيب الله آيت اللهي، تاريخ الفن في إيران، ترجمة: علي مشكوري، مجموعة الهدى للنشر والتوزيع، ط1 - 2015.
– حمزة بسنت خيرت، ظاهرة أطفال الشوارع في السينما، مجلة فكر وإبداع، عدد: 76، يونيو 2013، القاهرة.
– سعاد زريبي، الطفولة في السينما الإيرانية: توجه فني والتزام إنساني يكسر حدود العالم المغلق، مجلة نزوى، العدد: 121، يناير 2025، وزارة الإعلام ـ مسقط (عمان).
– عاطف خلف العيايدة، الطفل والسينما بين الواقع والتطلعات، مجلة خطوة ــــ مجلة فصلية متخصصة في الطفولة المبكرة، عدد 39، صيف 2020، منشورات المجلس العربي للطفولة والتنمية ـ القاهرة.
– محمد صوف، الطفولة في السينما المغربية، جريدة بيان اليوم المغربية، العدد: 9624، 21 -23 أكتوبر 2022.
– نورالدين بولفخاذ، دور السينما في تنمية شخصية الطفل، مجلة خطوة، المرجع السابق.
– وهيبة وهيب، الإعلام ولغة الطفل: الصحافة المدرسية أنموذجًا، مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية، العدد 9، يونيو2017، مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ـ الجزائر.
