شارك
لم تعُد ذاكرة ناصر بن مبارك بن مرشد البريك تُسعفه على استذكار تفاصيل واضحة من أيام صباه وشبابه، وهو في عقده التاسع، سلبت منه سُلطة الزمن كثيرًا من الذكريات العزيزة. ربما تلاشت من ذاكرته خيوط الضوء الأخيرة لتجربته السينمائية اليتيمة في فيلم "جزيرة العرب"، الذي أبصر عرضه الأول في خمسينيات القرن الماضي. بين كومة من الذكريات، لا تزال خيوط رفيعة تشدُّه إلى الفتى "حمد"؛ الدور الذي مثَّل من خلاله، وهو يدرج في عقده الثاني، رمزية المستقبل في فيلم يروي حكاية 6000 عام من الحضارة وتاريخ الجزيرة العربية، وصولًا إلى عهد الملك المؤسس، الملك عبدالعزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه.
مثل كثير من أبناء المنطقة الشرقية في ذلك الوقت، كان الالتحاق بأرامكو السعودية فرصة يصعب مقاومة إغرائها. وكان ناصر، الذي وُلِد في مدينة الجبيل في حدود عام 1939، بِكر والده، وحفيدًا أولًا في أسرة تَشارك أفرادها شظف العيش تحت سقف واحد في بيت الجد مرشد. وهكذا وجد ناصر نفسه يلتحق بالشركة في سن مبكرة، بعد أن استخرج له جده بطاقة كبَّرت عمره كي يتمكَّن من العمل.
كانت وظيفة عادية، لكن الشركة خرجت آنذاك من مخاضها الأول، وأخذت تؤسس لنفسها مكانة راسخة توثِّق ارتباطها بالمجتمع من حولها، من خلال مزايا التوظيف الجاذبة بمقاييس ذلك الوقت، وفرص التدريب النوعية للشباب، ومبادرات المسؤولية الاجتماعية، التي انطلقت حينها من نطاق الموظفين وأسرهم إلى التأثير في المجتمع المحلي.
ناصر بن مبارك بن مرشد، من مواليد مدينة الجُبيل عام 1939. فتحت أرامكو ذراعيها لمجموعة من شباب الوطن، كان ناصر من بينهم. وفيها تعرَّف إلى السينما، كما أُتيحت له فرصة مواصلة التعليم في الخارج، لكنه لم يتمكن من ذلك (أرشيف أرامكو).
السينما كانت عودًا في حزمة مبادرات أرامكو المجتمعية، وكان أول توظيف لها في فيلم "مياه" في مطلع الخمسينيات الميلادية، ولم يكن إنتاجه لهدف فني وإنما لغاية تثقيفية بالدرجة الأولى. ثمَّ جاء بعده فيلم "الذُباب"، الذي استهدف أيضًا نشر الوعي الصحي حول سُبل مكافحة الأمراض التي تنتقل بسببه محليًا. ولعلَّ النجاح الذي تحقَّق في سلسلة من الأفلام القصيرة ذات الصفة التثقيفية شجَّع أرامكو على خوض تجربة سينمائية من نوع مختلف تمامًا، وقد كان ذلك من خلال فيلم "جزيرة العرب"، الذي انطلق العمل في إنتاجه عام 1953.
ي يمين الصورة، يظهر ناصر بابتسامة مشرقة بين مجموعة من طاقم فيلم "جزيرة العرب"، في صورة التُقطت بمناسبة العرض الأول. (نشرة "Arabian Sun And Flare "، 15 يونيو 1955، أرشيف أرامكو).
الفتى حمد
لم يكن تمثيل دور "حمد" في الفيلم أمرًا يخطر على بال ناصر. في مقابلة عفوية قصيرة معه وجدت طريقها إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فاجأه المحاور وسأله عن سبب اختياره للدور؟ فأجابه: "كانت صدفة". كان يشير إلى أنه لم يسعَ من تلقاء نفسه إلى خوض غمار تلك التجربة، لكنه وجدها فرصة ماثلة أمامه فاغتنمها. في مقابلة أخرى سابقة نُشِرت في "القافلة الأسبوعية" في 8 يوليو 2021، يبيِّن ناصر أن طبيعته المنطلقة رغم حداثة سنه لفتت أنظار فريق العمل إليه: "أُعجب بي موظف أمريكي الجنسية يُدعى (أليكس) يتحدث العربية بطلاقة. كنت جريئًا ونشيطًا ولي صوتٌ جهور، فاستدعاني وتحدث معي عن الفيلم. وأتذكر أنه أحضر جهازًا لتسجيل صوتي وأسمعني إياه، فكان الأمر مثيرًا بالنسبة لي، حيث لم يسبق أن رأيت مثل ذلك من قبل".
طلب أليكس من ناصر أن يزور أهله في الجبيل، فتوجها إليها بحافلة أرامكو في عطلة نهاية الأسبوع. وهناك قابل جده مرشد وتحدث إليه، سأله عن حياتهم وطريقة معيشتهم وكيف يَسِمون الإبل. كان الجد يجيب عن أسئلة ضيفه بصدر رحب، وكان ماكس يُدوِّن باهتمام ما استفاده من معلومات. ثم طلب من مرشد السماح لحفيده بالمشاركة في الفيلم، وبعد تردد ورفض كانت الموافقة.
أظهر ناصر أنه جديرٌ بالدور، وأبرز الفيلم من خلال ابتسامته الدائمة ما يشي بنبوءة المستقبل، الذي يرمز إلى أمل يحمله لأجيال من المواطنين؛ وقد كانت ابتسامته لا تكاد تفارق وجهه في أغلب مشاهد الفيلم. وبعد عامين تقريبًا من العمل المضني، تنقَّلت فيها الكاميرا بين الظهران والجبيل والدمام والأحساء، و13 دولة أخرى، شهدت القاهرة العرض الافتتاحي للفيلم في سينما (كايرو بالاس) في 5 يونيو 1955. في صورة جماعية نشرتها نشرة (Arabian Sun And Flare) بهذه المناسبة، ضمن عددها الصادر في 15 يونيو من العام نفسه، كان ناصر أحد اثنين يرتديان الثوب والغترة من بين 11 شخصًا في الصورة من طاقم الفيلم.
صور من الفيلم يظهر فيها ناصر بن مبارك في دور الفتى "حمد" (أرشيف أرامكو).
يتذكَّر ناصر أن أصداء الفيلم كانت حسنة. النشرة الموجهة لموظفي أرامكو، والتي لا تزال تصدر أسبوعيًا باسم (The Arabian Sun) احتفت في ثنايا خبرها بالسينمائي اليافع: "إذا كان للعرض نجم فهو ناصر بن مبارك، الذي أضفى سحره الطفولي على دور حمد، فتى القافلة الذي يصبح الرفيق المقرّب لماكس". وقد وجد الفيلم طريقه إلى دور السينما في القاهرة والإسكندرية، ووُضعِت خطط لعرضه ضمن 45 موقعًا في مصر ومناطق أخرى من الشرق الأوسط كما ذكرت النشرة.
تغطية خبرية نُشرت بمناسبة العرض الأول للفيلم في نشرة "Arabian Sun And Flare"، 15 يونيو 1955 (أرشيف أرامكو).
لاحقًا نُقل الفيلم مع بعض التعديلات الطفيفة إلى الإنجليزية ليُعرض في دور سينما غربية. كان انتشاره محدودًا على ما يبدو، كما يُشير إلى ذلك تعليق صحفي قصير نشرته (The New York Times) بتاريخ 27 يونيو 1956، وقدَّم قراءة ناقدة للفيلم. لكنه على كل حال استطاع كسر حاجز من حواجز الوصول إلى جمهور عالمي، ولعلَّه كان بذلك أوَّل فيلم منتج سعوديًا يُعرض على مثل هذا الجمهور.
محليًا، عُرض الفيلم من خلال قاعات السينما الداخلية في الشركة، وكذلك في معرض الزيت المتنقل فترةً من الزمن. وحين أُطلقت محطة تلفزيون أرامكو، كان حاضرًا ليلة الافتتاح في شهر سبتمبر من عام 1957. أما بعد ظهور التلفزيون السعودي الرسمي، فصار يُعرض بانتظام في المناسبات الوطنية. وفي مقال نُشر عبر موقع (Aramco ExPats) يذكر تيم بارقر (Tim Barger)، وهو كاتب وناشر وُلد في الظهران وعمل في المملكة، أنه شاهد الفيلم آخرَ مرة عام 1979 وهو في منزله بجدة.
صورة لمشهد من مشاهد الفيلم، تُمثِّل وصول رجال الملك عبدالعزيز إلى الهفوف (مصدر الصورة: كتاب "إمداد العالم بالطاقة.. قصة أرامكو السعودية"، 2012).
حُلم الموهبة في مواجهة الواقع
على ما يبدو، كانت تلك تجربةً سينمائية مشجعة، فما الذي حدث مع ناصر بعد ذلك حتى تُصبح مجرَّد ذكرى سينمائية عابرة؟
هنالك مساحة للتخمين عن سبب غياب إجابة حاسمة عن السؤال، لكن علينا أولًا أن نستبعد من الحساب احتمال تراجع الرغبة والشغف تجاه السينما. فناصر يصف مشاعره تجاه التجربة بأنها مزيج مُفعم من السعادة والحماس والفخر: "كنت في غاية السعادة عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى؛ ولا أزال أشعر بالفخر والاعتزاز في كل مرة أشاهده فيها، خاصة عندما يشاركني في ذلك أولادي وأحفادي". كان يجتمع وأفراد أسرته لمشاهدة الفيلم حين يُعرض في المناسبات الوطنية.
فما الذي حدث إذًا؟ لعلَّ ناصر لم يجد في نفسه طاقة لمطاردة حلم سينمائي مؤجَّل، لا سيما بعد أن تراجع حضور السينما في المملكة. ولعلَّه لم يجد فرصة ثانية بعد أولى لم تخطر له على بال. أو لعلَّ ظروف الحياة، مثلما تفعل مع كثيرين، ألحَّت عليه بضرورة تنحية الموهبة جانبًا. أليست هذه الهواجس التي تطارد كلَّ مُبدع، فما تلبث أن تجعله يتقهقر في مواجهة الواقع؟!
الاحتمال الآخر، هو الضغط الطبيعي لظروف الحياة، ولعلَّ ذلك ما ترجِّحه تفاصيل ما يرويه أبناؤه من سيرة حياته. ففي عام 1957، تُوفي والده مبارك بعد أن ذهب ضحية حادثة مؤسفة حينما كان يسبح في إحدى عيون الماء. وهكذا أصبح ناصر مسؤولًا عن إعانة جده في إعالة أربعة إخوة بينهم طفل رضيع. وفي غضون عامين اقترن بزوجته منيرة الورثان، التي أنجبت له 6 أولاد و3 بنات؛ فتضاعفت مسؤولياته الأسرية. في بداية الستينيّات، سنحت له فرصة الابتعاث لإكمال الدراسة من خلال الشركة، لكنه لم يجد خيارًا سوى الرفض. كان يعمل نهارًا في أرامكو وليلًا في أماكن أخرى، كي يستطيع تأمين معيشة كريمة لأسرته.
كان ناصر مُهتمًا بالتقنية وبكلِّ جديد. وكما تذكر أسرته فقد سبق جيرانه إلى اقتناء المكيف والتلفون والتلفزيون. أما السينما فظلَّت تجربة يتيمة، لم تُسعفه ظروف الحياة على مطاردة حلمها المؤجَّل.
شيئًا فشيئًا شقَّ ناصر طريقه في حياته المهنية. تنقَّل بين عدة دوائر في أرامكو بينها الطيران والتوريد، وكان لعمله فيهما دور كبير في توسيع معرفته واطلاعه على ثقافات مختلفة، إذ كان يسافر كثيرًا بطائرات الشركة لاستيراد المواد الغذائية والأجهزة من بيروت وأسمرة وغيرها. وبعد تقاعده اشتغل في العمل الحر، وأنشأ عدة مشاريع من بينها مصنع ألمنيوم، وشركة مقاولات عامة. أما علاقته بالسينما فاقتصرت على المشاهدة من كرسي المُتفرج، بعدما لعب ذات يوم دورًا من أدوار البطولة.
صورة لناصر في اليونان عام 1982. ويظهر إلى جانبه أصغر أعمامه عيسى.
ذاكرة تبحث عن ذاكرة..
إذا كان ابتعاد ناصر عن السينما مفهومًا في سياق ما سبق، فكيف يمكن إذًا تفسير غياب فيلم "جزيرة العرب" عن الذاكرة السينمائية السعودية؟ الفيلم، الذي قُدِّم حين صدوره على أنه أول فيلم سينمائي طويل حول المملكة [1] ، حظي دون شك بقيمة توثيقية مهمة، إلى جانب قيمته التاريخية بوصفه جزءًا من التجربة السينمائية في السعودية؛ فعلامَ أصبح أشبه شيء بذاكرة تبحث عن ذاكرة؟!
لعل تفسير غياب الفيلم عن كثير من المراجع التي تناولت الإنتاج السينمائي - سواء تلك التي تناولت أفلامًا لمخرجين سعوديين، وطواقم عمل فنية سعودية، أو الأخرى التي أُنتجت داخل السعودية وعنها، وشارك في العمل بها سعوديون، كما في فيلم "جزيرة العرب"، وأفلام أخرى أنتجت بتمويل شركات أو جهات رسمية سعودية – مرجعه إلى مشكلة غياب الدراسات المسحية الجادة، التي يقع على عاتقها دور توثيق تاريخ السينما في السعودية، ففي ظل غياب هذه الدراسات يصبح متوقعًا أن يُفقد جزء كبير من أرشيف الأفلام السعودية، وكذلك التي أنتجت في السعودية وعنها. وهذا تحديدًا ما حصل مع فيلم "جزيرة العرب"، فمن خلال رحلة بحثنا لإعداد هذه المادة، لم نجد له ذكر في أي من المصادر البحثية والتوثيقية، سوى إشارة عابرة في موقع "سعوديبيديا" أشارت إلى الفيلم في مقال حول "السينما في السعودية" . [2]
ويمكن القول إن مسألة الغياب تلك، ربما كان لها ارتباط بهوية الفيلم نفسه. إذ يبدو أن فريق الإنتاج حاول الموازنة بين ثلاثة مستويات للتلقي: محلية وعربية وأجنبية؛ وهو ما تسبب في حضور سردية ثقافية يشوبها الاضطراب، وتنطوي على ثغرات مهمة. يظهر هذا جليًا في تغيُّر اسم الفيلم، ففي بداية الأمر كان اسمه "جزيرة العرب"، لكنه رُوِّج بعد ذلك باسم "مجد الإسلام في جزيرة العرب" كي يشق طريقه إلى دور السينما المصرية. وكذلك ظهرت نُسخته الإنجليزية باسم (Island of Alla) أو (جزيرة الله)، في تغيير استهدف على الأرجح اجتذاب الجمهور الأجنبي. أمَّا في النسخة العربية من كتاب (إمداد العالم بالطاقة.. قصة أرامكو السعودية)، الصادر في طبعته الأولى عام 2012، ظهر الفيلم أخيرًا باسم "الجزيرة المُقدَّسة"، وربما كان ذلك فرارًا من الترجمة الحرفية لاسم الفيلم في نسخته الإنجليزية.
بروشور إعلاني للفيلم، الذي عرف أسماء مُختلفة، من بينها "مجد الإسلام في جزيرة العرب" (IMDb).
يمكن أيضًا أن يُنتقَد الفيلم من جوانب أخرى، مثل تذبذبه بين الرصانة الوثائقية والحرارة الدرامية، مما أثر على بُعده الفني. وكذلك قد يُعاب عليه اعتماده على طاقم تمثيل أغلبهم من الهُواة. فبالرغم من أن هذا التوجه ليس بدعةً في السينما، فهو خيار اقتصادي يُتيح الفرصة أمام المواهب الشابة لخوض التجربة السينمائية، وهذا ما حدث مع بطل قصتنا ناصر، إلا أن ذلك قد يأتي على حساب تقديم أداء يُقنع المشاهد. يُضاف إلى ذلك أن الفيلم اعتمد في مختلف مراحل الإنتاج على كادر عمل أجنبي، مع إضافات محلية محدودة. ولذلك ما يُبرِّره بطبيعة الحال، بالنظر إلى ندرة الخبرات الفنية المحلية المتاحة حينها، لكنه ربما جاء بعواقب جانبية غير مُستحسَنة لا سيما من ناحية موضوع الفيلم في سياقاه الوطني.
هل يعني كل ذلك أن الفيلم أصبح منسيًا تمامًا؟ والجواب هو النفي بالطبع. فإلى جانب ما ذُكر عن أهميته التاريخية، وما تضمَّنه من مشاهد نادرة توثِّق مواقع مختلفة من المملكة، يستحق الفيلم الإعجاب والاحتفاء بوصفه مشروعًا جريئًا لتوثيق مرحلة مفصلية من تاريخ المملكة العربية السعودية، ومحاولةً جادَّة في زمن مبكر لاستثمار الإمكانات المتاحة في إبراز مكانة الوطن الحضارية والثقافية عبر شاشة السينما، المفتوحة على جمهور حدوده العالم بأسره. وكما يقول مؤرخ الأرشيف السينمائي، الإيطالي باولو كيركي أوزاي، في كتابه (Una Passione Infiammabile، 1991): "عندما يتعلق الأمر بمشاهدة فيلم صُنع قبل ثمانين عامًا، يُصبح من الضروري بذل جهد إضافي. إذ ينبغي للمرء أن يسعى لتخيّل ما الذي كانت تعنيه مشاهدة ذلك الفيلم في زمن عرضه الأول".
صورة تُظهر ما وراء الكواليس في فيلم "جزيرة العرب"، الذي يتضمن مشاهد نادرة لمواقع مختلفة من المملكة. نشرة " Arabian Sun And Flare"، 15 يونيو 1955، (أرشيف أرامكو).
في فبراير 2024، انطلقت "الحملة التذكارية لأرشيف أرامكو"، التي أعلنت عن سعي الشركة إلى تأسيس أرشيف مركزي باسم "مركز أرامكو للوثائق والمحفوظات". ويُؤمَل أن يكون فيلم "جزيرة العرب" في مقدمة تلك الوثائق التي يتم وضعها بشكل ميسر أمام الباحثين والدارسين. وفي الصورة الأكبر للمشهد، يحدو المشتغلين في السينما أملٌ كبير بأن تتكامل الجهود في مشروع الأرشيف الوطني للأفلام تحت مظلة وزارة الثقافة؛ كي تستعيد السينما السعودية ذاكرتها الكاملة.
المراجع
[1] نشرة "Arabian Sun And Flare"، 15 يونيو 1955.
[2] https://saudipedia.com/article/13280
